اتفق ثلثا المجتمع (66%) على صعوبة فرص العلاج في المستشفيات الحكومية، فيما قال 71% من أفراد المجتمع أنهم يلجأون إلى القطاع الصحي الخاص بسبب صعوبة توافر فرص العلاج في القطاع الحكومي. ووفقا لتقرير أعده الزميل مطر الزهراني ونشرته "المدينة"، أرجع 83% من أفراد المجتمع سبب ضعف فرص العلاج في هذا القطاع إلى وجود الواسطة والمحسوبية التي تحرمهم من حقهم في تلقي العلاج، وبالمقابل تحدث 88 % عن معاناتهم من انتظار مواعيد العلاج في القطاع الحكومي، في حين أفاد 33% فقط بمعاناتهم من انتظار صرف الدواء في الصيدليات الحكومية عند تلقيهم للعلاج في القطاع الصحي الحكومي. هذا هو ما انتهت إليه نتائج الدراسة الاستدلالية لبيانات محاور قياس أداء المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية الحكومية، وذلك في إطار الدراسة التي أجراها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن واقع الخدمات الصحية في المملكة، والتي أبرزت عدداً من النقاط المهمة حيث أجمعت نسبة كبيرة من المجتمع على محدودية فرص العلاج في القطاع الصحي الحكومي، واتضح من نتائج الدراسة ضعف في صفات القطاع الصحي الحكومي من وجهة نظر عينة الدراسة، حيث أبدى 41% فقط من أفراد المجتمع قناعة بأن الطاقم الطبي في القطاع الصحي الحكومي يتصف بمهنية عالية، فيما أفاد 29% فقط منهم بأنه يتصف بمستوى عالٍ في الخدمة، كذلك انخفضت نسبت القناعة بأن المستشفيات الحكومية تمتاز بجودة ومواصفات صحية عالية لتصل إلى 36% من أفراد المجتمع، كما أفاد 33% فقط بأنها تمتاز بطاقم طبي متميز قادر على فهم حاجات المرضى، وهكذا يمكن القول بأن القطاع الصحي الحكومي، من وجهة نظر عينة الدراسة، لا يتمتع بمستوى مهني عالٍ، بالإضافة إلى عدم وجود طاقم طبي وإداري متميز. كذلك أوضحت نتائج الدراسة، أن هناك ضعفاً في مستوى الطاقم الطبي والخدمات الطبية في مراكز الرعاية الأولية الحكومية، حيث أفاد الثلث فقط من أفراد المجتمع قناعة بمستوى الخدمات الطبية ومستوى الطاقم الطبي فيها. كما أفاد 76% بأنها بحاجة إلى تطوير لتقوم بدورها الفعال نحو خدمة المجتمع صحياً، وأبدى أقل من نصف المجتمع قناعة بدور مراكز الهلال الأحمر تجاه الحالات الاسعافية. وفي ضوء هذه الحقائق يمكن القول بأن مستوى قناعة المجتمع ورضاه عن الخدمات الطبية في القطاع الصحي الحكومي منخفضة مما يتطلب وضع خطة لمعالجة تلك المشكلة. الذكور أقل قناعة من الإناث وبدراسة العلاقات المعنوية بين محاور قياس أداء المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية الحكومية مع المتغيرات الديمغرافية للدراسة، تبين أن أفراد المجتمع في الشريحة العمرية “من 30 إلى أقل من 50 سنة" يعتقدون بنسبة أقل من غيرهم بتميز الطاقم الإداري بمستوى عالٍ في الخدمة، وبكفاية الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الأولية للمجتمع، بالإضافة إلى تميزها بكوادر طبية متميزة.