عقدت أسرة آل الطيار لقاءها السنوي الرابع، مساء أمس الخميس، بقاعة حياة بالرياض, حيث تم تفعيل توصيات اللقاءات السابقة من دعم لحفظة كتاب الله، وعمل مسابقة لهم وتكريم الفائزين، ودعم لطلاب العلم وتكريم الأوائل من الطلاب والطالبات. وفعل توصيات اللقاءات السابقة راعي الحفل الدكتور ناصر بن عقيل الطيار، الذي بدأ اللقاء بكلمة قال فيها: "إن أسعد الأوقات التي تهفو إليها النفس، ويسعد بها القلب، وتطرب لها الأرواح، هي تلك الأوقات التي تجتمع فيها قلوبنا على المودة والتواصل، ويكتمل فيها عقد قرابتنا تحت سقف واحد، فتجتمع قرابة الدم وتتواصل الأرواح، مع قرب المسافات وتلاقي الأجساد". وأضاف: "لقد شرف اجتماعنا هذا رجال هم رمز للشرف والسؤدد، ارتبطت أسماؤهم واسم هذه العائلة الكريمة بهذه البلاد الطيبة، فصارت عنواناً لهم وصاروا عنواناً لها، إذا ذكروا ذكرت، فأضاءت الدنيا بهم وبها". وتابع: "لا أجد نفسي صاحب الحق المنفرد في الترحيب بكم، فكلكم أصحاب هذا الحق، وكلكم أهل له، كل واحد فينا حل أهلاً ونزل سهلاً في قلوب قرابته وأبناء عمومته، فحق لكل من عمر قلبه بالمودة والقربة، أن يرحب بكل من حل في قلبه، إن هذا الجمع الكريم قد اجتمع في هذه الأوقات الطيبة، التي تستمد طيبها من سمو غايتها، ورُقي مقصدنا، ورغبتنا الأكيدة في التواصل والتراحم، وقد حملت خطواتكم إلى هذا المكان، طرق شاسعة ودروب واسعة، فلكم الأجر والمثوبة في كل خطوه قطعتموها، لتُقرب ما يبعد، وتجمع ما تفرق، وتجدد عهد التواصل والمودة". وعمن تغيب عن الحفل قال الدكتور ناصر بن عقيل الطيار: "إخوتي الأحباب لعل عارضاً أو طارئاً ألم ببعض من كان يسعى إلى مُشاركتنا هذا الجمع الكريم، فحال بينه وبين وجوده معنا في هذه اللحظات الرائعة، وحُرمنا رؤيته والاطمئنان عليه، والله نسأل أن يُزيل عنا كل ما يعيق تواصلنا والتئام شملنا، وان يُيسر للجميع فرصة اللقاء فإننا على يقين بأن من غاب، غاب مُكرهاً، وأن نيته كانت مُبيتة ورغبته منعقدة على الحضور والتواصل معنا، ومُبادلتنا الرأي والفكرة، ومشاركتنا بهجة اللقاء". واستطرد الدكتور الطيار: "نتواصل لأن التواصل ذاته قيمه إنسانيه عليا حض عليها الشرع، وأنزلها الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم، وحثنا عليها رسول رب العالمين، نبينا محمد صلى الله علية وسلم وأصحابه أجمعين، كما يشهد اجتماعنا هذا تكريم نخبة مميزة من فرسان القلم، الذين امتطوا صهوته وأمسكوا بلجامه، فأنطقوه بالفكر النير، والإبداع المثمر، الذي يساهم في ترقية الوجدان، وتنمية العقول، فهنيئاً لنا بهم وبما أبدعتهم أقلامهم، وسطرته في مؤلفاتهم". وختم الطيار كلمته برسالة موجهة لجيل المستقبل قائلاً: "إنكم أمل الغد، وبناة صروحه، وحاملو شعلته المضيئة، فاعملوا من أجل هذا الغد، الذي لا يأتي صبحه ولا يسفر نوره بغير العمل الذي ينطلق من الإيمان الراسخ بالله ورسوله، والعمل على إعلاء شأن الدين وكلمة التوحيد، وخير الوطن وحبه، وكلنا شباباً وشيباً ورجالاً نؤكد النية ونجدد العزم، على أن يكون عملنا هذا خالصاً لوجه الله العظيم، وأن يعود بالخير العميم على وطننا الكريم". وعن مكتب أسرة الطيار، قال مدير المكتب أحمد بن ناصر الطيار في كلمته التي ألقاها: "إن مكتب الأسرة علاقة فارقة يُحتذى بها في علم الاجتماع، فهو يمثل حلقة اتصال نموذجية بين آل الطيار أينما كانوا، ويؤرشف ويؤرخ لهم بعلم منهجي مدروس تاريخهم، ومناسباتهم ولقاءاتهم، وهو حلقة الاتصال بين أسرة الطيار ووسائل الإعلام المختلفة". وأضاف: "لا يختلف اثنان على أهمية التواصل المستمر لأفراد الأسرة، وعلى امتداد جسور التزاور والتعارف، ولكن صوارف الزمن ربما تكون عائقاً أمام النوايا الحسنة التي تسعى لصلة الرحم وتفعيل اللقاءات الأسرية، ما دفع إلى التفكير في بناء كيان مؤسسي يعمل وفق أطر تتجاوز الظروف الشخصية والمشاغل الحياتية، ويدعم المساعي إلى بناء تواصل أسري أساسه المودة والترابط". وعن فكرة وجود مكتب للأسرة يقدم لها جميع الخدمات، قال ابن ناصر: "في عام 1425 قام العم الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الطيار بإنشاء مكتب صغير يقوم بهذا الدور، ولكن لظروف خارجة عن الإرادة، لم تُكتب لهذه التجربة النجاح، ثم عاد العمل بعد ذلك بجهد مجموعة من المتطوعين من أبناء الأسرة الذين يهتمون بهذا الجانب المضيء، ويريدون بذل الجهد لتحقيق هذا الهد، وبهمة هؤلاء الرجال وإصرارهم كتب الله لهذا العمل أن يكون عملاً مؤسسياً تحت إدارتهم مباشرة، وبمهام محدده وموظفين متفرغين وفق خطة مدروسة، فكانت الانطلاقة الثانية من مدينة الدمام، حيث تم تأسيس مكتب أسرة الطيار، وذلك بعد تبني الدكتور ناصر بن عقيل الطيار لهذا المكتب وإشرافه المباشر عليه، وقد قام الدكتور ناصر بن عقيل الطيار بنقل هذا المكتب لمدينة الرياض، ليسهل عليه متابعته والإشراف على كل أموره، وذلك لأهمية هذا المكتب في زيادة التواصل بين أسرة الطيار". وتابع: "لقد وضع الدكتور الطيار أهدافاً واضحة للمكتب ومنهجية عمل، حيث يرتكز عمل المكتب على ركيزتين أساسيتين، وهما أولاً رؤية المكتب: وتعني أسرة مترابطة متكاتفة متحابة، ثانياً رسالته وهي: دعم الترابط الأسري وتمثيل الأسرة اجتماعيا والاهتمام بتاريخها". ومن أهداف المكتب: أولاً تفعيل وتنظيم اللقاءات الأسرية، ثانياً القيام بالدور الاجتماعي وتمثيل الأسرة في المناسبات، ثالثاً الإشراف على الأنشطة التي تقوم بها الأسرة، رابعاً جمع المعلومات التي تخص تاريخ الأسرة، خامساً المساهمة في مد يد العون لبعض أفراد الأسرة. يذكر أن حفل اللقاء وافقه عرض مرئي، عرض به صور من اللقاءات السابقة، وبعض الأعمال التي قامت بها أسرة الطيار، وتلا ذلك كلمة لمؤسسة الطيار الخيرية التي تناولت مهامها وواجباتها وإنجازاتها، بعد ذلك افتتح الدكتور ناصر بن عقيل الطيار المعرض الإلكتروني، على موقعه في الإنترنت، وختم الحفل بأوبريت تناول وحدة الوطن وتفاني وإخلاص أسرة آل الطيار في الدفاع عن الوطن. وتم تسليم الجوائز لأبناء الأسرة الذين حفظوا كتاب الله، وتسليم دروع تذكارية لكبار رجال الأسرة في المملكة وخارجها.