تركي العبدالحي – سبق – الخبر : اعتبر المفكر الإسلامي الدكتور محمد حامد الأحمري، أن ما ذكره الشيخ ناصر العمر في حواره مع "سبق" حول دور الحرية في منح تركيا قدرة أكبر من العرب للتصدي لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية، دليل على تراجعه عن مواقفه السابقة، وإدراكه لقيمة الحرية في تقدم الشعوب. وتحت عنوان "الشيخ ناصر في الطريق إلى الحق" كتب الأحمري مقالاً استشهد فيه بما ورد في الحوار الذي نشرته "سبق" في التاسع من يونيو الجاري، لتأكيد أن فكر العمر شهد تغييراً واضحاً. وكانت "سبق" وجهت سؤالاً للدكتور ناصر العمر، عضو رابطة علماء المسلمين، عن رأيه في موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي صار لدى كثير من الشباب الأمل لنصرة القضية الفلسطينية، فقال: "أرى أن مواقف تركيا الجديدة مشجعة، فتركيا تملك من الحرية ما لا نملك في الدول العربية، وأرى تركيا التي كانت دولة علمانية على يد أتاتورك، تتوجه توجهاً إسلامياً هادئاً، ومواقف أردوغان مع الرئيس الإسرائيلي (شيمون بيريز) في دافوس، تبشر بخير، ونأمل أن يكون على يد تركيا فك الحصار". وعلق الأحمري على هذه الإجابة قائلاً: "وقد أفادت الحملة (حملة أسطول الحرية التي تعرضت لهجوم إسرائيلي قبل وصولها إلى غزة) في تنوير بعض الذين لم يدركوا بعد معنى الحرية وأثرها الخطير في رفع الظلم وبناء العزة، فمثلاً نشرت صحيفة "سبق" مقابلة مع الشيخ ناصر العمر، وقد فرحت أن الشيخ رجع إلى الحق في مسألة الحرية، وامتدحها في سياق بيان أنها سبب كسر الحصار على غزة". وأضاف: "لم أستغرب عودة الشيخ للحق في هذا الموضوع، فهو ممن نحسبهم يحبون الحق ويسعون إليه، وربما تصده عن الحق الصوادّ المعتادة، فقد سررت له بخطوته إلى الحق لما تحدث يمجّد الحرية، ويجعلها سبباً في قدرة الأتراك على كسر حصار غزة، وقد أبرزت "سبق" وموقع الشيخ القول: "وعزا الدكتور العمر الموقف التركي مقارنة بالموقف العربي إلى أجواء الحرية التي تعيشها تركيا، بخلاف الدول العربية التي تعاني تضييقاً على مثل هذه الأنشطة المتجاوبة مع المحاصرين في غزة، والتي لم تسمح بانطلاق هذه الحملات من الداخل العربي"، وهذا تلخيص الموقعين لأنه يقول من نصه: "أنا أرى أن مواقف تركيا الجديدة مشجعة، فتركيا تملك من الحرية ما لا نملك في الدول العربية". ويواصل الأحمري حديثه متمنياً كسر الحاجز النفسي لدى العمر قائلاً: "أكتب هذا لأني أتوقع أن يكسر الشيخ هذا الحاجز النفسي الذي يمنعه من الترويج لأهم فكرتين ساهمتا في رقي الإنسان في العصور الحديثة، تقنية وتنظيماً وتيسيراً للحياة، فالحرية تقدم له وللأمة أكثر من موقع "المسلم" على النت، أو مركز "تأصيل"، ولكن الشيخ وقف خائفاً أو متغافلاً عن أن التيار الإسلامي الهادئ، كما يسميه، في تركيا، لم تأت به الحرية وحدها، وهي مقصد من مقاصد الشريعة، كما يرى الإمام الطاهر بن عاشور، بل الديمقراطية قرينتها، التي أيدها جل علماء الإسلام ومناضلوه ونخبة مفكريه في عصرنا، ومن دون الديمقراطية لربما بقيت تركيا طويلاً تحت ظلمات المستبدين المتخلفين من العساكر الطورانيين، الذين يخدمون الناتو جنوداً وأرضاً، ويقمعون مواطنيهم رشوة لسادتهم ليبقوهم". كما هنأ الأحمري الشيخ ناصر العمر بما أسماها الخطوة الفكرية المهمة، وأضاف: "آمل أن تتلوها خطوات نحو البراءة من الجمود، ونحو التجرد للحق، والانتقال من امتداح عارض للحرية إلى الدعوة الجادة إليها وللديمقراطية، سعياً لخير الأمة حاكماً ومحكوماً، والله الهادي إلى سواء السبيل" . وكتب الباحث الشرعي أحمد القايدي تعليقاً على المقال ينتقد فيه طريقة الأحمري في التقاط الكلام من فم العمر. وقال: "الشيخ ناصر العمر له عشرات الكلمات والكتابات في رفض فكرة الديمقراطية، ومجرد مقارنة لآثار الحرية ذكرها الشيخ ناصر العمر بين تركيا والعالم العربي، جعلت الأحمري اليائس خلف مكتبه، يبحث عن أي ثمرة أو تأثير لما يكتبه في رجالات السلفية الكبار، يُسمّع به ويصفه بالتراجع إلى الحق، مع أن أي مراقب يدرك أن ما ذكره الشيخ ناصر لا يوجد فيه أي تراجع عن موقفه من الديمقراطية والحرية، وليست أكثر من مقارنة أو وصف لحال تركيا". و أضاف القايدي، وهو باحث في مركز "تأصيل" للدراسات: "لا أحاول تحليل شخصية الأحمري، فهو ليس أكثر من شخص حاول محاربة السلفية، فعادت سهامه عليه، لكن ليس الأمر بحاجة إلى طبيب نفسي حتى تدرك من مقالته الأخيرة، وما نسب فيها للشيخ ناصر العمر، الإيمان بفكرة طالما حاربها، أن الأحمري يائس". إلا أن مراقبين إعلاميين، كالدكتور عبد العزيز قاسم، وصفوا مقالة الأحمري في التعقيب على حوار العمر مع "سبق" ب "الكفشة المهمة"، وقال قاسم: "صيدة معلم، حلوة جداً هذه الكفشة يا أبا عمرو، والمقالة من ضمن أهدافها: إياك أعني واسمعي ياجارة" .