في آخر تجاربه الودية استعداداً لكأس العالم، وجه المنتخب الأسباني تحذيراً قوياً لمنافسيه، مؤكداً أنه ذاهب إلى مونديال جنوب إفريقيا للفوز باللقب، وإضافته إلى بطولة أوروبا التي حصدها قبل عامين باستحقاق . وقدمت أسبانيا عرضاً باهرا، عندما تغلبت 6/ صفر على بولندا، مسجلة الانتصار الثاني عشر على التوالي، بما يعزز آراء النقاد بأن هذا الفريق هو أفضل من يقدم كرة جماعية في هذا العصر، متفوقاً حتى على البرازيل أكثر منتخبات العالم فوزاً باللقب ( 5 مرات ) وإيطاليا بطل النسخة الماضية، وإنجلترا القادمة بقوة تحت قيادة المدرب الإيطالي الشهير فابيو كابيلو . وخاض الفريق الأسباني بقيادة مديره الفني فيسنتي دل بوسكي، مباراة بولندا بالأسلوب الذي يرجح أن يبدأ به أولى مبارياته أمام سويسرا في مونديال جنوب إفريقيا، حيث وضع 5 لاعبين في منطقة الوسط، مُركزاً على قدرات أندريس إنييستا وديفيد سيلفا في طرفي الملعب، مع وجود تشافي هرنانديز، أفضل صناع اللعب في العالم، ولاعب آرسنال الموهوب فابريجاس بينهما . واعتمد بوسكي في الهجوم على ديفيد فيا بمفرده، ما يعني أن نجم ليفربول فرناندو توريس، سيكون على مقاعد البدلاء بسبب تأثير إصابة لحقت به قبل فترة، علماً بأن توريس نزل بديلاً وتمكن من تسجيل هدف أكد به أنه يظل ورقة رابحة لفريقه . وحسب النقاد، فإن التهديد الأبرز الذي يواجه الأسبان يتمثل في قوة الفريق الأرجنتيني الذي يضم كوكبة من النجوم يتزعمها أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، ويقوده فنيا النجم الأسطورة دييجو مارادونا . ويتوقع بعضهم أن يكرر ميسي إنجاز مدربه عندما قاد بلاده للفوز بكأس العالم 1986، غير أن عروض ميسي مع المنتخب تبدو أقل كثيراً من العروض الباهرة التي يقدمها مع برشلونة، الأمر الذي دفع بعضهم الآخر للقول بأن مارادونا غير قادر على ابتكار طريقة لعب تسمح للفتى الذهبي بإخراج كل ما في جعبته . لكن حالة التركيز التي بدا عليها النجم الشاب (22 سنة) خلال معسكر الإعداد، تشير إلى أنه يستطيع بفنياته العالية أن يبتكر تلك الطريقة داخل الملعب، على غرار ما فعله طوال الموسم المنصرم، حيث قدم عروضاً أسطورية مع ناديه، مكنته من التتويج هدافاً لبطولتي الدوري ودوري الأبطال الأوروبي. كما أنه يتمتع بحالة نفسية – يقول الخبراء – إنها ستمنحه حوافز إضافية. وتذهب البرازيل إلى جنوب إفريقيا بفريق منزوع النجوم، حيث فضل المدير الفني كارلوس دونجا استبعاد رونالدينيو وباتو، وفضل الاعتماد على جماعية الأداء والاكتفاء بوجود كل من لاعب ريال مدريد ريكاردو كاكا، مع لاعب مانشستر سيتي روبينيو، في صدارة التشكيل الذي يعتمد عليه . ومع أن المقدمات البرازيلية تقلل من فرص الفريق الأصفر للفوز باللقب، إلا أن خبرة البطولات لدى الفريق، وقدرته على استنهاض روح الفوز، تبقيه في دائرة الترشيحات النظرية، مع كل من إنجلترا وهولندا وألمانيا التي قدمت في التصفيات والمرحلة الإعدادية مستويات لافتة . وتمثل الجزائرُ العرب في هذا العرس العالمي، وهي مرشحة في حال استغلت مباراة البداية ضد سلوفينيا بالشكل المطلوب، لتجاوز الدور الأول، حيث إنها ستواجه فيما بعد المنتخب الأمريكي متوسط المستوى، والمنتخب الإنجليزي . ويغيب المنتخب السعودي للمرة الأولى منذ عام 1994 عن هذه البطولة، علماً بأنه أُقصي في الملحق الآسيوي على يد شقيقه البجريني في مباراة درامية بالرياض، غير أن البحرين بدورها فرطت في البطاقة لصالح نيوزيلندا .