نجح فريق طبي من مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، في إقناع أسرة مريض نفسي بإخراجه من القفص الذي وضعته له والدته في المنزل، على خلفية اعتقادها الخاطئ تجاه المرض النفسي، وتصوُّرها أن هذا الأمر يحمي ابنها والآخرين من الأذى. وكان فريق من الطب المنزلي في المجمع قد تعاون مع الأسرة في إعادة نظرة الأم الإيجابية تجاه المريض النفسي، واستمرَّ العمل مع الأسرة لوضع خطة علاجية متكاملة، وفي النهاية اقتنعت الأم.
وقال رئيس قسم الطب المنزلي الأخصائي الاجتماعي، فهد بن سليمان السبر: "هذا التصرف وغيره من التصرفات السلبية تجاه المرضى النفسيين؛ تُقدم عليها بعض الأسر نتيجة الفهم الخاطئ لطبيعة المرض النفسي والاعتقاد بعدم إمكانية علاج المصابين به".
وأضاف: "أعضاء الفريق الطبي حرصوا على متابعة هذه الأسرة بشكل مستمر، وكان هناك تعاون كبير، وبمرور الوقت بدأ المريض في التحسن، رغم أن والدته كانت ترفض إخراجه من القفص".
وأردف: "استطاع الفريق الطبي إقناع الأم بإخراج الابن المريض من القفص الحديدي بعد تحسُّن حالته، وبالفعل تم التخلص من هذا القفص تماماً، بينما بدأ المريض في ممارسة حياته بشكل أفضل".
وتطرق فهد السبر للحديث عن خدمة الطب المنزلي التي يقدمها المجمع، وقال: "البرنامج يعتمد على تقديم الرعاية الطبية والتمريضية والخدمة الاجتماعية والنفسية للمرضى النفسيين في منازلهم، عبر فرق متخصصة في المجال النفسي، ونحرص على أن يكون مستوى الرعاية المقدم هو نفسه الذي يتم تقديمه داخل المجمع للمرضى المنوَّمين".
وأضاف: "الخدمة تشمل المرضى المستقرِّين، والذين تقرر إخراجهم من المجمع؛ حيث يقوم الفريق بمتابعة هؤلاء المرضى في المنازل بشكل مستمر للحفاظ على استقرارهم، كما تغطي الخدمة المرضى غير القادرين على الذهاب إلى المجمع بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية".
وأردف "السبر": "البرنامج ساهم في علاج مشكلة قلة عدد الأسرة مقابل الزيادة الكبيرة في عدد المراجعين، وقد بلغ عدد المستفيدين من البرنامج حتى النصف الأول من هذا العام 445 مريضاً ومريضة يعانون من أمراض واضطرابات نفسية مختلفة".
واختتم بقوله: "نجح البرنامج في تغيير العديد من المفاهيم المغلوطة لدى بعض الأسر، وحلّ المشكلات التي تواجه المرضى نتيجة هذه المفاهيم وإزالة المعوقات التي كانت تمنع تحسن حالات المرضى".