قد لا تتخيل أن تجد شخصاً يعيش في هذا القرن في عزلة هو وأبناؤه وأحفاده عن التعليم والخدمات العامة مثل الكهرباء والماء ووسائل النقل. لكن في مركز سوق العين التابع لمحافظة الليث بمنطقة مكةالمكرمة حالات إنسانية واجتماعية صعبة يتفطر لها القلب وتدمع لحالها العين. من تلك الحالات: حالة العم بسيس بن حويس السالمي المتعاني، البالغ من العمر قرابة السبعين عاماً. وكانت الصدفة أن شاهدناه يحاول إصلاح مولده الكهربائي الذي يستعين به لتبديد الخوف والوحشة عن أبنائه، لدى أحد المحلات في مركز سوق العين، مما أثار استغرابنا لحالته الرثة وإلحاحه على صاحب المحل بإصلاح مولده الكهربائي، فاقتربنا منه لنسأله عن وضعه فلم يتردد في سرد آلامه وأحزانه ومعاناته، ولم نكد نتخيل ونصدق حتى رافقناه إلى منزله عبر طريق وعر حتى وصلنا إلى منزله لنجد أنه يعيش في عدد من الغرف مبني بعضها من الصخور وبعضها الآخر من الطوب الأسمنتي، كما أنه محروم من خدمة الكهرباء العامة رغم وصول الكهرباء العامة إلى مركز سوق العين منذ سبع سنوات، كما أن أقرب عمود للكهرباء بجواره لا يتجاوز1000متر. وأكد لنا مطالبته لهذه الخدمة ولكن دون جدوى. كما يعتمد في سقيا عائلته على جلب المياه من الوادي. وأكد لنا العم (بسيس) أنه يعول أسرة مكونة من (9) أفراد أحدهم ابنه (زاهر) متزوج ولديه (3) أبناء ويعاني من أمراض نفسية و(عقلية) . كما أكد لنا العم (بسيس) أنه يعيش هو وأبناؤه وأحفاده على الضمان الاجتماعي الخاص به الذي لا يتجاوز (2300) ريال فقط. وأشار إلى أنه وجميع أبنائه وأحفاده يعيشون في أمية تامة، فلم يتلقوا أي تعليم نظرا لعدم تمكنهم من وسائل النقل ولظروفه المادية التي حالت دون ذلك! ويناشد العم (بسيس) المسؤولين بالنظر في وضعه بإيصال الكهرباء إلى منزله وإيجاد ضمان لابنه المريض وعائلته، كما يناشد أهل الخير لمساعدته في تحسين وضعه الاجتماعي.