في اليوم الرابع لملتقى "كلنا دعاة" الذي ينظم بجامع عثمان بن عفان بحي الواديبالرياض, ألقى الشيخ صالح اللحيدان "عضو هيئة كبار العلماء" أمس الاثنين محاضرة بعنوان "وصيتي للدعاة" , بين فيها أن الناس كلهم خاسرون – كما أخبر تعالى – واستثنى منهم الله عز وجل أناساً بينهم في سورة العصر حيث قال تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ، وذكر الله من هؤلاء من تواصوا بالحق والصبر وهم الدعاة الصالحين . وأوصى الشيخ اللحيدان من أراد أن يسلك طريق الدعوة إلى الله أن يحصّل العلم الشرعي ، ويسعى إلى تحصيله فهو السلاح الذي لا بد ّ أن يتدرّع به الداعي إلى الله ، وقال : أنه لابدّ أن يستصحب الإنسان النية الخالصة لله عز وجل في دعوته ، ينوي أن يرفع الجهل عن الناس ، ونشر التوحيد ، وإزالة البدع والمخالفات ، ثم تطرّق إلى مسالة محاسبة النفس ، ومحاسبة الداعي لنفسه في كل موقف يمرّ عليه ، هل ما يعمله في سبيل الله ؟ وهل تخلّصت نفسه من العجب والخيلاء ؟ وهل يشكر الله إذا بدت له نعمة ؟ ونبّه على أنه من المهم أن يبادر الداعية إلى الله بين الفينة والأخرى إلى التوبة إلى الله . و قال الشيخ اللحيدان : لابدّ أن يحرص الداعية ألا يتعرّض للمقت عند مخالفته لما يقول بأفعاله ، ويحرص أن يكون قدوة ً فيما يقوله للناس ويأمرهم به ، فقد قال تعالى : ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ). وأوضح الشيخ أن الداعية إلى الله ينبغي أن يحرص على الرفق مع الناس وأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلى شانه ، فالناس يحبون الكلمة الطيبة الرقيقة وينفرون من الأسلوب الجاف ، كما وجه إلى النصح والإرشاد دون سخرية أو استهزاء من الأشخاص الذين توجه إليهم الدعوة. وختم الشيخ اللحيدان هذه المحاضرة بالتنبيه إلى أن الداعية ينبغي أن يتعاهد نفسه ، ودينه ، وورده ، وصلته بالله عز ّ وجل ، فكيف يدعو الناس وهو بعيد ٌ عن الله جل في علاه ؟