لم يكن يعلم ذلك المعلم الطموح أنه سيصبح يوماً ضحية لعين "فراش المدرسة " الملقب بعابر القارات، والذي جلس إلى جواره ليتناول معه طعام الإفطار بعد عشرة دامت أكثر من ثلاث سنوات كانا يتقاسمان خلالها رغيف الخبز وجرعة الماء، إلا أن ما أراده ذلك الفراش قد تحقق في عشية وضحاها في وضع أثار مخاوف منسوبي المدرسة. وفي التفاصيل أن المعلم كان قد فرغ من حصته ليذهب إلى غرفة المعلمين لتناول طعام الإفطار وكان " فراش المدرسة " قد سبقه إلى ذلك فاجتمعا معاً على مائدة واحدة يتجاذبان خلالها أطراف الحديث كعادتهما في كل مرة، فأراد "فراش المدرسة " أن يمازح المعلم فقال له سأهب لك إجازة لمدة 15 يوماً دون مقابل، إلا أن المعلم توجس خيفة مما سمع وأخذ يفكر مراراً وتكراراً فيما سمعه من ذلك الرجل وخاف على نفسه أن يصاب بالعين، خصوصاً أن بعض الزملاء والأصدقاء والمقربين منه يطلقون عليه لقب "عابر القارات". ولم تمض على المعلم سوى 24 ساعة حتى أدخل بعدها المستشفى، حيث أجرى عملية جراحية بعد أن أصيب بالزائدة الدودية، حصل بعدها على إجازة مرضية قدرها الطبيب المعالج له ب "15" يوماً، ليعلم بعد ذلك أن عين "عابر القارات " قد تحققت وأنها قد وجدت طريقها إليه ولكن على طريقته الخاصة. الطريف في الأمر أن زملاءه المعلمين معه في المدرسة بدأوا في أخذ الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من "عابر القارات" خوفاً من أن يكون مصير أحدهم مثل مصير زميلهم، شفاه الله .