خلت شوارع مدينة كونسيبسيون من المارة البارحة، وسط حظر التجوال الذي فرض لمكافحة عمليات النهب في اليوم الثاني بعد الزلزال الذي ضرب شيلي وبلغت قوته 8.8 درجات بمقياس ريختر. واستمرت التوابع التي وصل عددها إلى 90 تابعا ، تضرب المنطقة بعد الزلزال الذي وقع في وقت مبكر أمس الأول، حسبما أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية . وكان من بين التوابع هزة وصلت قوتها إلى 6.9 درجات بمقياس ريختر قبالة الساحل. ولقي 711 شخصا على الأقل حتفهم جراء الزلزال، الذي كان مركزه في كونسيبسيون ، ومازالت جهود الإغاثة مستمرة. ولكن الدولة تفادت على الأرجح حصيلة ضحايا أعلى من ذلك ، بفضل قوانين البناء الصارمة التي جرى تطبيقها بعد الزلازل التي شهدتها شيلي في الماضي. وفرضت حكومة الرئيسة ميشيل باشليه حالة طوارئ تستمر 30 يوما، كما أرسلت 10 آلاف جندي إلى المناطق الأكثر تضررا مثل ماولي وبيوبيو لحفظ النظام . كما سيشرف الجيش على توزيع الطعام والأغطية والأدوية على مئات الآلاف من الأشخاص. وقالت كارمن فيرنانديز التي تترأس مركز التأهب للطوارئ "نبحث عن عدد غير معلوم من المفقودين". وفي كونسيبسيون (500 كيلومتر جنوب العاصمة سانتياجو) بدت الشوارع خالية تماما بعد حالة الفوضى وأعمال النهب في وقت مبكر أمس الأحد ، حيث فرض الجيش حضر تجوال من التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا. وخرج عدد قليل فقط من الأشخاص، مع مواجهتهم خطر القبض عليهم . ولكن توزيع الغذاء بالمجان تسبب في حالة من الطمع والتدافع، حيث اضطرت وحدات الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الحشود. وقامت فرق البحث بتمشيط حطام المباني المتهدمة بحثا عن ناجين أمس الأحد ، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب شيلي إلى 708 قتلى. وقالت الرئيسة باشليه "إننا نواجه كارثة بهذا الحجم تحتاج لتكاتف جميع فئات المجتمع ، لتجاوزها". وللمرة الأولى طلبت الرئيسة باشليه المساعدة من الخارج بعدما قالت في وقت سابق إن شيلي يمكنها العناية بنفسها. وطلبت الدعم للمستشفيات وجهود الإنقاذ والبنية التحتية للاتصالات والمهندسين المعماريين ومحطات تحلية المياه. وعرض كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة وعدد من الدول المجاورة، المساعدة على شيلي. وتفيد تقديرات السلطات بأن الزلزال أسفر عن هدم مليوني منزل.