اتفق مشاركون في ندوة "الإعلام الجديد .. نظام أم فوضى ؟"، التي نظمتها صحيفة الجزيرة لدراسة الإعلام الجديد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة مساء أمس، أن الإعلام الجديد وبخاصة الصحافة الالكترونية هي المستقبل القادم في أنحاء العالم، وأطلقوا عليها "التحدي"، مبتعدين عن تسميتها ب"الفوضى الإلكترونية". وكشف المتحدثون من خبراء القانون والإعلام والاتصال بأن غالبية سكان المملكة من الشباب والشابات يجيدون التعامل مع الإعلام الجديد والتقنية الحديثة، وهو ما يؤكد بان المستقبل والواقع هو ل "الإعلام الإلكتروني", مشيرين إلى أن الواقع يؤكد بأن من يقبل على الصحافة الورقية هم في الخمسينات من العمر وقلة قليلة ممن هم اقل من ذلك، بينما الفئات العمرية المختلفة في جميع أنحاء العالم تتعامل مع التقنية الحديثة وتتفاعل وتشارك وتساهم في نجاح الإعلام الالكتروني الحديث. وقال الدكتور عبدالله الرفاعي أستاذ كرسي دراسات الإعلام الجديد،إن الإعلام الجديد أحدث إرباكاً في العصر الذي نعيشه، خاصة بعدما كانت المعلومة في السابق يصعب الحصول عليها، بيد انه مع الإعلام الجديد أصبحت المعلومة متاحة ومتدفقة بشكل كبير، محدثة نقلة نوعية في تاريخ الإنسانية. وبين الرفاعي أن السعودية من أوائل دول العالم العربي في استغلال هذا المجال، مشيرا إلى أن أول من شارك في الإعلام الجديد هم أبناء المملكة، لذا فإن المملكة من الدول الرائدة في هذا المجال، لان الشواهد تؤكد بان الإعلام الجديد بكافة أشكاله هو المستقبل القادم والواقع الذي لا يمكن الفرار منه بل يجب احتضانه والتعايش معه . من جانبه , رفض وكيل وزارة الثقافة والإعلام للدراسات والتطوير الدكتور عبدالعزيز الملحم إطلاق مسمى "فوضى" على الإعلام الجديد، مفضلا استخدام "تحدي"، مشيراً إلى أننا نعيش في عالم متسارع وفي عصر اللاب توب والموبايل والأجهزة الالكترونية المختلفة التي أحدثت ثورة هائلة في حياة البشرية وغيرت الكثير من المفاهيم. وقال إن الإعلام الجديد ربط الناس ببعضها البعض، وأصبحت المعلومة سريعة التداول. وأكد بأن الإعلام الجديد أصبح أساسياً وجماهيرياً وفردياً. مشيرا إلى أن غالبية قراء الصحف الورقية حالياً هم في العقد الخامس من العمر، وأعداد قليلة ممن تقل أعمارهم عن ذلك، لان الغالبية تجيد التعامل مع التقنية الحديثة وأجهزة الكمبيوتر بمختلف أنواعها إضافة إلى سرعة المعلومة أو الخبر التي يتميز بها الإعلام الجديد. الدكتور فايز الشهري أستاذ الصحافة الالكترونية، قال إن التقنية تتغير كل 18 شهراً تقريباً، ما يؤكد سرعة تفاعل هذه التقنية وانتشارها، وهو ما يستفيد منه الإعلام الجديد بشكل كبير، خاصة وأن المعلومة أصبحت تتناقل بشكل سريع دون أن يكون عليها رقيب أو قيود. وكشف الدكتور فايز عن نجاح الإعلام الجديد في توجيه الرأي العام في مناسبات كثيرة عبر وسائله الفاعلة التي تنتشر بسرعة البرق، وتمثل تحدياً كبيراً لكبرى المؤسسات الإعلامية. وأوضح أن وسائل التقنية والتكنولوجيا فتحت باباً واسعاً لحرية الإعلام لا يمكن إغلاقه وهو وسيلة سهلة لإيصال المعلومات وبثها لجميع أنحاء العالم . وأكد بان غالبية سكان العالم وخاصة فئة الشباب بمختلف ميولهم وفئاتهم وأجناسهم يملكون الوسائل الالكترونية التي تربطهم بالإعلام الجديد. من جهته، أوضح رئيس مركز جدة للقانون والتحكيم الدكتور عبدالله بن محفوظ، بان الإعلام الالكتروني يعاني أمرين: التجاوزات، وحقوق المؤلف والكاتب، لكنه أكد بان المستقبل للصحافة الالكترونية، أما الورقية فبدأت تواجه الكثير من التحديات والصعوبات لمواجهة هذه الثورة الإعلامية الجديدة التي يجيد الشباب السعودي التعامل معها بشكل كبير. وأشار إلى أن 51 في المائة من سكان المملكة هم من فئة الشباب وأعمارهم تقل عن 20 عاماً , حيث أن هذه الفئة تملك الأجهزة ووسائل التقنية الحديثة لذلك لن تتعامل هذه الفئة مع الصحافة الورقية بل مع الإعلام الالكتروني الحديث . وقال إن ما يميز الإعلام الجديد، التحرر من الرقابة ومساحة الحرية الكبيرة وسرعة نقل المعلومة والخبر، مشيراً إلى أن هناك العديد من القضايا الاجتماعية مثل قضية تكافؤ النسب وفتاة الجبيل والمجاهر بالرذيلة وغيرها من القضايا ساهم الإعلام الجديد في إيصالها إلى المسؤولين والمجتمع ووجدت التعامل والتفاعل بشكل كبير وساهمت في إنهائها وتحققت العدالة .