استلم الطرف الأساسي في قضية تكافؤ النسب منصور التيماني زوجته فاطمة العزاز من دار الحماية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية "مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي"، وسط أفراح خالتطها دموع فرح لقاء، بعد فراق دام أكثر من 4 أعوام في السجن وثلاثة في دار الحماية الاجتماعية . وبدأ التيماني سعيداً، وقال في اتصال هاتفي مع "سبق" إن الفرحة لا تكاد تسعه بعد لقائه زوجته وطفلها سليمان 4سنوات، موضحاً أنه استلم زوجته من دار الحماية الاجتماعية بعد كتابة إقرار بالاستلام وأن تعميد الاستلام جاء من شرطة المنطقة الشرقية. وأشار إلى أن الاستلام تم بحضور مندوبي عدة جهات حكومية من شرطة المنطقة الشرقية وإمارة المنطقة الشرقية وفرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية. وأكد التيماني ل"سبق" أن زوجته فاطمة وطفلها سليمان يتمتعان بصحة جيدة بعد أن أمضيا في دار الحماية الاجتماعية قرابة 4 سنوات, معرباً عن شكره الجزيل لكل من ساهم في إعادة زوجته له وإظهار الحق، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك الإنسانية، وللمحكمة العليا ولكل الجهات الحكومية التي ساهمت في حل القضية وإظهار الحق ولزوجته الصبورة التي صبرت ونالت، واختتم حديثه بقوله:" الحمد لله". وأكدت مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية لطيفة التميمي ل "سبق" أن خروج فاطمة لزوجها منصور يعد عرس المملكة لقضية كانت تشغل الرأي العام وانتهت بما كان الجميع يتوقعه ويتأمله، رغم أن الخبر كان مفاجئاً بالنسبة لنا . وذكرت التميمي أن برقية سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد وجهت لمدير عام الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية سعيد الغامدي وإلى شرطة المنطقة الشرقية، مضيفة أن البرقية أمرت بتسليم فاطمة لزوجها منصور فعملت الشؤون الاجتماعية على تنفيذ البرقية بشكل سريع، حيث تم إبلاغ القسم النسائي في الشؤون الاجتماعية ممثلاً في المشرفة التي قامت بتسليم فاطمة لزوجها منصور وسط أجواء هادئة وبكل سرية بحضور الشؤون الاجتماعية والشرطة وهيئة حقوق الإنسان. وأضافت التميمي أن الزوجة فاطمة طلبت أن تخرج من الدار بكل هدوء وبروية لكي تفرح بعودتها لزوجها وطفلتها "نهى" التي كانت مصاحبة لوالدها منذ دخول والدتها الدار قرابة الأربعة أعوام , رغم أنها كانت مهيأة للخروج من الدار منذ أسبوع. وأشارت التميمي إلى أن خروج فاطمة كان في تمام الساعة السابعة من مساء أمس , مضيفة أن القرار المفاجئ بخروجها حال دون إقامة حفل وداع لفاطمة وقالت إن الدار كانت مستعدة لتنظيمه . وأضافت أن فاطمة وعدت بأن تعود للدار لتحية كل موظفات الدار ومكتب الإشراف النسائي وإقامة حفل مبسط بمناسبة خروجها من الدار ومشاركتها الفرحة. ونصحت التميمي فاطمة بالتواصل مع أهلها وخصوصاً والدتها بعد انقطاع عنهم دام أكثر من 4 سنوات وتعويض هذه الغيبة , فيما وصفت "فاطمة" بأنها "مثال للمرأة الصبورة قوية الإرادة", معربة عن اعتقادها بأن قوة إرادتها أعادتها لزوجها. وأضافت :" أن هذه المرأة ذات الشخصية القوية لم تتراجع عن أي كلمة نطقت بها ولم يخالطها الشك أو الضعف ولو للحظة واحدة، فلديها إيمان قوي". يذكر أن شرطة المنطقة الشرقية استدعت يوم أمس الأول الأخ الشقيق للزوجة فاطمة ( ز ع ) لاطلاعه على حكم المحكمة العليا وأخذ إقرار بذلك .
المحامي السديري ل"سبق": ماحدث هو نتيجة للقضاء العادل في المملكة
نفى محامي الزوجين احمد السديري أن يكون لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للسعودية أي علاقة بالقضية أو بخروج فاطمة من الدار الذي صادف أمس . وقال السديري ل"سبق " إن تأخير إخراج فاطمة من الدار هو مسألة وقت وإجراءات أخذت وقتها ولم يكن لوزيرة الخارجية الأمريكية أو لغيرها علاقة بالموضوع . وأضاف :"قضاؤنا كفيل بدون أي تدخلات خارجية وصادفت الإجراءات انه اليوم نفذ الحكم ". وأضاف السديري : أن الفرحة غمرت الجميع في كافة أنحاء المملكة وكل من هو متابع لهذه القضية التي شغلت الرأي العام وان ما حدث من خروج فاطمة مع زوجها منصور بعد فراق 4 سنوات هو نتيجة القضاء العادل الذي يطبق الشريعة الإسلامية ويحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ونفى السديري تسلم أي مبالغ من الزوج أو من أي احد كان مقابل أتعاب القضية , مؤكدا أنها تبرع منه للزوجين منصور وفاطمة بعد أن تذوقا طعم الظلم الذي لا ترضاه حكومتنا ولا يرضاه شرعنا .
رئيس هيئة حقوق الإنسان يشكر خادم الحرمين على تفاعله مع القضية
أشاد معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان بقرار المحكمة العليا القاضي بإعادة لم شمل أسرة المواطن منصور التيماني وزوجته فاطمة العزاز، ورفع معاليه الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله لاستجابته لما عرضته الهيئة على مقامه الكريم والذي صدر على أثره أمره الكريم بنظر هذه القضية من قبل المحكمة العليا، وهو ما يعكس حرصه حفظه الله على تعزيز كيان الأسرة كونها نواة المجتمع، ومن أهم ركائز استقراره . وأوضح معالي رئيس الهيئة أن قرار المحكمة يعكس ما يتمتع به القضاء في المملكة العربية السعودية من استقلالية وحيادية ومراعاته لمصلحة الأسرة، وصيانة حقوق الأطفال . وأشار معالي رئيس الهيئة أن الهيئة قد أولت هذه القضية جل اهتمامها إبان تولي معالي الأستاذ تركي بن خالد السديري رئاستها، ومنذ كانت فاطمة العزاز وأطفالها تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية. وشكر معاليه كل من اهتم بهذه القضية الإنسانية، أو ساهم في إنهائها، وبشكل خاص المحامي الأستاذ أحمد بن خالد السديري، الذي تولى متابعة هذه القضية