طالب سكان قري الشعف أمانة منطقة عسير بالاهتمام بسوق "اثنين ابن حموض"، جنوب مدينة أبها، كونه يتوسط جميع المتنزهات السياحية، حيث أُهملَ وكاد يتعرض للاندثار. وطالب أهالي الشعف بأن يعاد تنشيط السوق التاريخي والاهتمام به وإعادة الصوره الجميلة إليه، علما أنه أعيد نشاطه وتأهيله بتوجيه من الأمير خالد الفيصل، وافتتح في عام 1429 ه، ولكنه أهمل مؤخراً من الجهات المختصة.
يقول محمد بن علي آل عايض بن مستور: إن أهالي قرى الشعف يطالبون الجهات المختصة بحماية هذا الإرث الثقافي من الاندثار، مبيناً أن سوق "اثنين ابن حموض" يقع على بعد 42 كم جنوب مدينة أبها، وكان مرجعاً للناس لمعرفة الأخبار، ومعرفة أشهر القصائد، كما كان يتوافر فيه أشهر المحاصيل الزراعية والقادمة من تمنية، والفرعاء، والمناطق القريبة منها، كما كان يفد إليه قاطنو المناطق التهامية القريبة منها.
وأضاف "بن مستور": سمي السوق قديماً بسوق "سبت ابن حموض"، لأنه كان يوم السبت، وكانت تسود المنطقة حالة من التفكك والسلب والنهب والقتل وقطع الطرق ولا يستطيع الناس الالتقاء ببعضهم وتسويق منتجاتهم وسد احتياجاتهم وتبادل الآراء وعرض المشاكل وحلها إلا في الأسواق، كما أن سعة رقعة الشعف تساعد على تلك العوامل، لذلك ظهرت فكرة وضع حماية لمرتادي السوق، وعرض ابن حموض على أهل الشعف إيجاد حماية كاملة ووضع "قبلاء" أي كفلاء من كل قرية، وكل كفيل يكون مسؤولاً عما يحدث من أبناء قبيلته في السوق فقط، ووضعوا لذلك أنظمة وقوانين وعملت بها وثيقة في عام 1322ه، وكان عدد قبلاء السوق 99 قبيلاً من أهالي الشعف.
وتابع "بن مستور": ونظراً لوجود سوق آخر في قرية آل يزيد باسم سبت آل يزيد، ووجود سوقين بالشعف في يوم واحد أثر على حركة السوقين، حيث وصل الأمر متصرف لواء عسير في ذلك الوقت، وكلف الشيخ عبدالله بن حموض "أبو علامة" باختيار يوم آخر، حيث خصص يوم الاثنين بدلاً من يوم السبت، وسمى ب"اثنين ابن حموض" وأصبح معروفاً بذلك الاسم إلى تاريخه، وذلك في 10/4/1336ه.
وأضاف كان بالسوق مجلس خاص ل"ابن حموض"، هو عبارة عن دكان يجلس فيه الشيخ عبدالله بن محمد بن حموض وقبلاء السوق من مختلف القبائل والأعيان، للنظر في المنازعات القائمة التي تحدث في يوم السوق أو في بقية أيام الأسبوع الأخرى، وحلها وفقاً للأعراف السائدة والاتفاقيات القائمة والمتفق عليها.
واتسم السوق ببعض القيم التي تحث الناس على فعل الخير، كما كان مركز إعلاميا يشبع رغبة الأهالي في الأخبار والمعلومات بشكل دوري كل يوم اثنين من كل أسبوع.
وضم السوق بين جنباته أهم العناصر التي يعتمد عليها إنسان المنطقة، وهي الأدوات الزراعية، والصناعات المحلية، وكذلك منتجات السمن والعسل الطبيعي والأغنام وغيرها.
وخُصص مكان فيه لبيع المنتجات الزراعية، مثل الحبوب بأنواعها والخضار والفواكه المحلية، ومكان آخر خصص للصناعات المحلية مثل الخناجر والسيوف والبنادق الشعبية والأدوات المنزلية، والمصنوعات الجلدية، وخُصص مكان للجزارة وبيع اللحم.