تتجه أنظار العرب نحو شاشات التلفزة وذلك عندما تلامس عقارب الساعة العاشرة والنصف من مساء غد الخميس، وذلك لمتابعة مباراة الجزائر ومصر ضمن مباريات دور الأربعة لمسابقة كأس إفريقيا والتي تكتسب أهمية كبرى تكاد تكون أكبر من المباراة النهائية نفسها، وذلك لعدة اعتبارات تاريخية وخصوصاً في الشهرين الماضيين، بعد الأحداث التي صاحبت لقاء الإياب للمنتخبين في تصفيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، إضافة إلى ما شهدته المباراة الفاصلة والتي أقيمت في أم درمان من اتهامات مصرية للجانب السوداني بعدم قدرتهم على حماية الجماهير المصرية، في اللقاء الذي أعلن من خلاله منتخب الجزائر تأهله إلى نهائيات كأس العالم بفوزه بنتيجة 1 – صفر. ويأتي مسلسل أحداث الفترة الماضية بين الطرفين كالتالي: حيث تعرضت حافلة المنتخب الجزائري أثناء توجهها من مطار القاهرة إلى فندق الإقامة للرشق بالحجارة من بعض الأفراد. وفي المقابل أصيب 24 مصرياً في الجزائر بعد هذه المباراة، كما احتج أكثر من ألفي مصري أمام السفارة الجزائرية في القاهرة بسبب "الاعتداءات" على مواطنيهم في الجزائر، ما أسفر عن اندلاع توترات على المستويين الشعبي والرسمي ستلقي بظلالها، بلا شك، على مواجهة الغد. ورغم كل ذلك الحشد الإعلامي لهذا اللقاء إلا أن التوقعات تشير إلى عدم حضور جمهور كبير للمنتخبين، إضافة إلى عدم امتلاكهما قاعدة جماهيرية في أنغولا البلد المستضيف للبطولة. وباتت السعودية طرفاً في هذا الصراع "الجزائري – المصري"، حيث ذكرت عدة تقارير إعلامية عن انحصار مهمة قيادة المباراة بين السعودي خليل جلال والبنيني كوفي كودجا. وعلى الجانب الفني يملك كل من حسن شحاتة "المعلم" مدرب منتخب مصر ورابح سعدان "الشيخ" مدرب منتخب الجزائر قائمة تزخر باللاعبين النجوم، الذين يملكون جاهزية كبرى للمشاركة في اللقاء، خصوصاً المنتخب الجزائري، بخلاف المنتخب المصري الذي أضاف عدداً من اللاعبين الجدد على التشكيلة الأساسية. ويبرز في المنتخب الجزائري شاوشي حارس المرمى، وكريم حقي، وعبدالملك زياييه، ويحيى عنتر، ورفيق صايفي. في المقابل يمتلك المنتخب المصري عدداً من النجوم على رأسهم عصام الحضري حارس المرمى وعماد متعب وأحمد حسن ومحمد زيدان. وكانت الجزائر وصلت إلى هذه المباراة بعد فوزها على منتخب كوت ديفوار بنتيجة 3 – 2 فيما حقق المنتخب المصري الفوز على منتخب الكاميرون بنتيجة 1-3 وامتدت المباراتان إلى حصص إضافية. وذكر الطرفان في تصريحات بعد نهاية مباراتيهما في دور الثمانية أن الفوز مطلب لكل فريق، وشدد كل طرف على أنه يحترم الآخر، حيث قال محمد زيدان بعد فوز فريقه على المنتخب الكاميروني 3/1 في دور الثمانية وتأهله للمربع الذهبي، إن المباراة تختلف عن أي مباراة أخرى في أنحاء العالم. ووصف زيدان مباراة الجزائر بأنها ستكون "مسألة حياة أو موت" للفريق المصري، وصراعاً قوياً بين الفريقين "وهي فرصة لنا لنظهر أننا الفريق الأفضل وأننا كنا نستحق الوصول لنهائيات كأس العالم". أما المدرب رابح سعدان، المدير الفني الوطني للمنتخب الجزائري فقد حاول تهوين حجم المنافسة بين الفريقين حيث قال إن المباراة تمثل "مواجهة رياضية فحسب وليست شيئاً آخر". وسيسبق هذه المباراة لقاء مهم يتحدد من خلاله الطرف الأول للنهائي وذلك في اللقاء الذي سيجمع منتخبي نيجيريا وغانا. وتأهل المنتخب النيجيري إلى دور الأربعة عبر ضربات الجزاء الترجيحية التي فاز بها الفريق على نظيره الزامبي، فيما وصلت غانا بعد فوزها بهدف يتيم على منتخب أنغولا منظمة البطولة.