أرجعَ الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية، سبب سقوط الحضارات إلى غياب عنصر الأخلاق، وقال: لا يختلف العقلاء على أهمية القيم الخلقية، ودورها المفصلي في الحياة، والتاريخ شاهد صدق على أنه ما من أمة رائدة تأخرت وتقهقرت، وما من حضارة بادت، وما من دولة سقطت، وما من نظامٍ وفكرٍ انهار وزال عن مسرح الحياة، إلا كان السبب الرئيس في ذلك هو فقدهم لعنصر الأخلاق، وإفلاسهم فيها، فمن يطلع ويدرس أسباب سقوط الحضارات - كالرومانية واليونانية والشيوعية الماركسية وغيرها من الحضارات البائدة التي سادت في العالم فترةً من فترات التاريخ - يعرف صدق هذا القول. وقال "لماذا نذهب بعيدًا، فها نحن نشاهد بأم أعيننا الرأسمالية الربحية الربوية الجشعة القائمة على الطبقية واستعباد الضعفاء واستغلالهم بشتى الوسائل تترنح وتتهاوى عروشها وينهار بنيانها على مرأى ومسمع من العالم وقيادته، وهم لا يملكون من الأمر شيئًا إلا بمحاولات إنقاذ لما يمكن إنقاذه، وكلنا قرأ وسمع عن بنوك كانت بمثابة الأب الروحي للنظام الرأسمالي، وتدير عشرات التريليونات تكبدت خسائر فادحة وأعلنت إفلاسها وانهيارها، وبالتأمل يتبين أن غياب عنصر الأخلاق كان وراء هذا السقوط والانهيار؟! صدق الله إذ يقول:(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ). وأضاف الدويش إن "الأخلاق الحسنة في الإسلام مصدرها الوحي المنزه عن الخطأ والزيغ؛ ولذلك فهي قيم ثابتة ومُثل عليا تستهدف الإنسان باعتباره إنسانًا، وهي في الأصل لا تتغير حسب الأهواء والأمزجة والمصالح..ولا بتغير الزمان والمكان والأشخاص، كما أن الإسلام يهدف من وراء تشريعاته وخاصة الأخلاق تكوين إنسان صالح ومصلح، يراعي حاجات جسده ومتطلبات روحه، ويوازن بينهما دون أن يطغى جانب على جانب، فيسعد في الدنيا والآخرة، وينفع نفسه والعالم كله".