" حسبي الله عليهم ونعم الوكيل" بهذه العبارة التي انطلقت من شفاهه بحزن عميق، وبألم يعتصر فؤاده، تناول عمر السلمي حديث التخرج "في العقد الثاني" من عمره معاناته الأليمة مع مدرسة ثانوية أهلية بجدة "تحتفظ سبق باسمها" التي أقدمت على فصله قبل أيام حارمة إياه من شهادة الخبرة التي يتطلب الحصول عليها مدة لا تقل عن 9 أشهر، كما أفقدته ضياع سنة من عمره، فضلاً عن المادة التي يسعى إليها كل شاب قادم على الحياة المستقبلية. ويشير السلمي إلى أن كل ذلك حدث له لأنه سعودي، فيما يشكل الوافدون الأجانب في تلك المدرسة الأهلية الثانوية نسبة تفوق 90% . وسرد السلمي ل"سبق" قصته فقال:" قدمت على عدة مدارس بغرض العمل فيها مدرساً، فأنا خريج جامعي تخصص لغة عربية، فإذا باتصال يهاتفني من مدرسة ...الثانوية الأهلية بجدة تطالبني بمراجعتها، وبالفعل توجهت في الصباح الباكر إلى المدرسة المذكورة فأوعزوا إلي بتدريس مادة القرآن الكريم، رغم تخصصي في اللغة العربية، فوافقت على مضض لعدم وجود وظيفة أخرى، ولم يمض شهران على تدريسي في تلك المدرسة حتى أخبرتني إدارة المدرسة بأنه غير مرغوب فيَّ، والسبب أن هناك طالباً واحداً في الفصل لا يجيد قراءة القرآن الكريم، وقد تم إلغاء عقدي ذلك العقد الذي لم أره ولم أوقع عليه أصلا". ويضيف: " الأمر ليس كذلك، بل لأني سعودي وهواي لا يوافق هوى الإدارة، وإلا فذلك الطالب لا يعدو سوى كونه طالباً في الصف الثالث الثانوي، ورداءة قراءته كانت من المراحل السابقة، فما ذنبي أنا وقد حاولت معه كثيراً خلال هذه الفترة القصيرة. ويتابع: " لقد وضعتني إدارة المدرسة في مأزق كبير، فحرمتني من شهادة الخبرة التي ينتظرها كل خريج لأجل التقدم بها للخدمة المدنية، وهذا يتطلب مني التقديم من جديد وفي العام المقبل حتى تكتمل ال9 أشهر لنيلها، فضلاً عن ظروفي الصعبة التي أعانيها ومع صبري على هذه المكافأة البسيطة التي أتقاضاها من هذه المدرسة حرموني منها أيضا". الصورة تعبيرية