تفتح "سبق" ملف مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض, وتكشف أسرار تعطل النظام الصحي, ما تسبب في حالة من الإرتباك داخل المستشفى, وتضجر بين المراجعين الذين يأتون من مناطق بعيدة, طبقاً للمواعيد المحددة لهم، ولا يستطيعون المراجعة لعدم قدرة الطبيب الاطلاع على الملف الخاص به, لتعطل النظام, فيما يكتفي الأطباء بالكشف على المرضى فقط, لعدم تمكنهم من الاطلاع على التقارير الخاصة بحالتهم, كذلك الاستقالات وعمليات الفصل للأطباء والفنيين والإداريين, بسبب التعسف الإداري, ما أدى إلى هروب الكفاءات السعودية من المستشفى, إضافة إلى تظلم الأطباء والفنيين والموظفين, من العشوائية في الترقيات والحوافز والإجازات. وكشفت مصادر ل"سبق" أن عدداً من منسوبي المستشفى تقدموا بشكوى مكتوبة - حصلت "سبق" على نسخة منها - إلى وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، يطالبون فيها برفع الظلم الواقع عليهم من إدارة المستشفى, جاء فيها: "نتقدم إليكم نحن مجموعة من موظفي وموظفات مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض, في وظائف إدارية وفنية, نتظلم ونشكو مدير إدارة الموارد البشرية في المستشفى, نظراً لما قام ويقوم به من إجراءات, وما يتخذه من قرارات تعسفية, ومخالفة للأنظمة, والتي كان لها بالغ الأثر ليس على محيط عملنا فقط, بل وصل تأثيرها حتى على قدراتنا لتلبية المطالب المعيشية لأسرنا وأطفالنا, وهذه القرارات تشتمل على سبيل المثال لا الحصر: تغيير أو تعطيل أو رفض التجديد لعقود الموظفين, أو فرض مؤهلات جديدة عليهم, أو تحويل إجازات الموظف السنوية المستحقة إلى إجازة غير مدفوعة, أو تعطيل الترقيات والتعيينات, والتعامل بشكل لا أخلاقي دون أي احترام مع الموظف , الذي لا يسمح له بمقابلته إلا بموعد قد يمتد لأيام ". وقال الموظفون والموظفات في شكواهم المرفوعة لوزير الصحة: "لقد تحولنا من مواطنين وبشر إلى أرقام ترفع للمسؤولين, ونحن نطلب التحقيق مع مدير الموارد البشرية, ومع من أطلق يده على الموظفين, ومن منحه الصلاحيات لإيقاع هذا الظلم عنا". وتسبب التعطل في النظام الصحي بالمستشفى في معاناة شديدة من المرضى, فيما سادت حالة من الضجر بسبب تعامل المستشفى معهم , فبعضهم انتظر موعده منذ شهور, وعندما جاء في الموعد المحدد, فوجئ بعدم تمكن الطبيب من الاطلاع على ملفه الصحي, والتقارير الخاصة به, فلم يكن أمام الطبيب إلا أن يضرب موعداً جديداً للمريض قد يمتد إلى شهور, أو الكشف الطبي عليه بشكل عام, في ظل غياب أي معلومات أو تقارير طبية وأشعة عن المريض. وعلمت "سبق" أن عقد الشركة المشغلة للنظام انتهى ولم يجدد, ما تسسبب في تعطل النظام بين فترة وأخرى وأن عدد الإداريين والفنيين الذين استقالوا أو فصلوا من المستشفى خلال العامين الماضيين 2008-2009م بلغ أكثر من 250 الأمر الذي يؤكد حالة الهروب الوظيفي من المستشفى, وهجرة الكفاءات السعودية منها . وأكدت المصادر ل"سبق" أن الآمال التي وضعت على إدارة المستشفى الجديدة للنهوض بها تبخرت, بسبب الخلل الإداري, والافتقاد للأمن الوظيفي, والعشوائية حتى في الشؤون المالية, فيتم إخطار الموظف بعلاوة وبعد شهور يتم إخطاره بخطأ ويتم حسمها منه بأثر رجعي, كذلك المعاناة مع مدير شؤون الموظفين الذي وصفه بعض العاملين بأنه السبب في تردي الأوضاع الإدارية في المستشفى.