كشف الدكتور عبد العزيز الحامد عميد كلية الهندسة بجامعة الملك سعود عن أن بعض الأحياء في مدينة الرياض، قد تواجه مشاكل الطمر مثل ما حدث في "كارثة جدة"، مشيراً إلى أن أحد أحياء الرياض مبني على مجمع للأودية. فيما أوصى الدكتور يحيى أبو الخير أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة الملك سعود بالقيام بدراسة جدة من حيث المورفومترية المصلة لأحواض التصريف، كما أوصى ببناء نماذج أرضية رقمية لأحواض التصريف المائي وكذلك بناء نماذج محاكية لطبيعة العلاقة بين الخصائص المروفومترية لأحواض التصريف وكمية المياه. وأشار في الندوة التي أقامتها كلية الآداب صباح اليوم الاثنين ضمن برنامجها تواصل والتي جاءت بعنوان "جدة الغريقة كيف تنقذ"، إلى أن "بحيرة المسك" الواقعة في جدة تعتبر مشكلة قادمة، مشيراً إلى أنها تعاني الكثير من المشاكل الكبيرة. وأكد أبو الخير أن السيول التي شهدتها جدة مؤخراً استطاعت الوصول إلى أماكن لم يستطع في السابق الوصول إليها، وذلك بسبب العراقيل التي كانت أمام مجرى السيل. وقال: إن "في جدة ما يقارب ال"80 وادياً" جميعها تصب في جدة "12" منها ما يعتبر أودية رئيسية". مشيراً إلى أن طريق الحرمين الذي عبر من فوقه السيل كان يحتوي على فتحات لتصريف السيل، وكانت بعرض مترين وكانت مسدودة ومتسخة ولم تقم بالواجب الذي وضعت لأجله. وأكد أبو الخير أن كارثة جدة ليست بيئية بسبب الأمطار وغيرها من العوامل الطبيعية، بل كانت كارثة بشرية بحتة، حيث بدأ السكان في إقامة المنازل على مشارف الأودية. وأضاف أن النمط العمراني في جدة وهو النمط الشائع على شكل نمط شجري، ساعد في تشكل المياه وغمر الأحياء. من جهته، أكد الدكتور فهد الكليبي عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود أن أجهزة الرصد رصدت الغيوم التي تسببت في جريان السيل في جدة قبل وقوعها بثلاث ساعات. وأشار إلى أن أغلب حالات العواصف الرعدية تحصل في شهر الحادي عشر من كل عام، لذا يجب أخذ الحيطة والحذر خلال هذا الشهر. وقال الكليبي إن جدة شهدت في عدد من السنوات حالات مشابهة لما حدث لها في الوقت الراهن، ولكن في تلك الأوقات كانت مجاري السيول لا تعيقها عراقيل. وأضاف أن الأمطار في جدة تزيد في كل عام عن سابقها بشكل كبير، مشيراً إلى أنها وصلت في عام 2008م إلى 51.5 ملمتر.