قصتان متشابهتان في مضمونهما ، وإن اختلفت التفاصيل ... شابان في مقتبل العمر أخذهما فراغهما المحاط بتساهل الأهل إلي الطريق المظلم ، فصارا في وقت وجيز في عمق الدوامة التي عصفت بهما ، وبمستقبلهما . المخدرات قلبت حياة الأول تماما ، فبعد أن كان من المتفوقين في الإبتدائية والمتوسطة أصبح كثير السهر خارج المنزل ومهملا لدروسه . و تحول من إنسان هادئ لين الطباع مهذب في سلوكه وتعامله مع الآخرين إلى إنسان ثائر يفتعل المشاكل مع والده ومع وأخواته ... هذا ما روته " أم يزيد" التي قالت ل " سبق " : " لدي 4 بنات وولد كنت أعول عليه آمالا كبيرة ، لكنه الآن شخص متعاطي للمخدرات وهو لم يتجاوز ال16 عاما , درجاته العالية في الدراسة الذي كانت سمة من سمات تحصيله باتت ضعيفة . وأضافت : " اكتشفت أنه مدمن عندما قررنا إجباره على الذهاب إلى الطبيب النفسي الذي بدوره وجهنا لعرضه على مختصين وتم شفائه من داء المخدرات وفرحنا وتركناه دون مراقبة أو محاسبة لثقتنا أنه عاد كما كان وأحسن ..لكن هيهات لقد فرطنا في ثقتنا به فبعد أن عاد مجددًا لأصدقائه المدمنين أصبح يتعاطى أكثر بل أصبح يفكر في الاعتداء على شقيقاته وأنا أخشى على بناتي من هذا الأبن المدمن" . أما الثاني فألقى بنفسه إلي التهلكة من خلال الماسنجر الذي تعرف من خلاله على أصدقاء سوء دلوه على الطريق الخطأ ، فاستجاب لهم لتتحول حياته إلى جحيم . ويقول أبو بسام : " رغم حرصي على ابني الوحيد والسعي للحفاظ عليه والخوف عليه لم أسمح يوماً له بالخروج مع أصدقائه وتكوين صداقات مع من كان ولكنه بعد أن أنهى المرحلة الثانوية كاد يصاب بحالة اكتئاب مزمنة فقررت توفير كل ما يريد من وسائل للترفيه وفي مقدمتها الفضائيات والإنترنت ". ويوضح أنه أصبح سعيد مع أصدقائه الافتراضيين عبر "الشات" و"الماسنجر" وأزداد فرحاً بعد احتوائهم الوهمي له . وأضاف : هؤلاء الأصدقاء أوقعوه في نفق المخدرات المظلم وأصبح سلوكه سيئا معي ومع والدته فلا يحترمنا ويتفوه بكلمات شائنة" . وتابع الأب: "بعد فتره اكتشفت أنه مدمن الكبتاجون وهو الآن يتعالج في مستشفى الأمل , لقد أدى حرمانه من الأصدقاء الحقيقيين والذين أستطيع مراقبتهم ومعرفة إن كانوا صالحين أو سيئن ، إلى اندفاعه إلى الأصدقاء الافتراضيين الذين قادوه للإدمان دون أن اعلم " .