أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا أن حكومة المملكة سخرت كل الإمكانيات لخدمة الحجاج جميعا وبدون تمييز لأي جهة. وأضاف سموه في المؤتمر الصحفي السنوي بمقر معسكر قوات الطوارئ الخاصة بعرفة في مكةالمكرمة إن "كل ما نرجوه من إخواننا الحجاج أن يتمكنوا من أداء فريضة الحج بإلتزام النسك، ونحن على ثقة أنهم سيتجهون إلى خالقهم ليتموا ما فرضه الله على كل مسلم بأداء النسك الكريم" وحذر من أنه لن يسمح أن يساء لهذه المناسبة أو لأي حاج أيا كانت جنسيته. وتمنى سموه ألا تستخدم السعودية قوتها الأمنية الضاربة، وذلك تأكيداً على حرص المملكة على أن يمر موسم الحج بسلام وقد استفاد منه الحجيج بما يرضي مقصدهم الديني من دون تسييس أو إثارة للفتن والتفريق بين المسلمين. وقال: إن المملكة لن تسمح بأي شئ في موسم الحج خلاف ما شرعه الله ، وأضاف "سمعنا تصريحات بعض القادمين للحج تؤكد التزامهم القيام ببعض الأمور التي تخالف مناسك وأركان الحج ، نرجو ألا نجد أنفسنا مواجهين لأي شيء من هذا ، لأنه لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال ابتداع أي شيء للا يعد ركنا مطلوبا في أداء نسك الحج". وبين سموه أن المملكة ماضية في سعيها في كل عام لتقديم الخدمات الراقية المميزة لضيوف الرحمن تفوق العام الذي قبله . وشدد سموه على أن الإجراءات الأمنية التي تتخذها السعودية هذا العام للحفاظ على سلامة وأمن الحجيج هي إجراءات تتخذ في كل عام من مبدأ قول " الرسول صلى الله عليه وسلم " إعقلها وتوكل". وأكد سموه حرص وزارة الداخلية على أمن كل شبر من المملكة وبين أن استقطابها لعدد كبير من رجال الأمن في موسم الحج لا يؤثر أبداً على أمن أي منطقة من مناطقها . ورداً على سؤال عن التدابير الاحترازية التي إتخذتها الداخلية لحفظ أمن الحج من أي شيء يعكر صفوه قال "وزارة الداخلية تعمل بكل جد طوال العام لحفظ حدودها وتقبض الجهات المختصة على آلاف المتسللين ويعادون إلى أوطانهم ، وهو يزيد أثناء موسم الحج. وأضاف إن شاء الله لم ولن يأتي إلى المشاعر المقدسة أي متسلل ، وإن كان هذا قد يحصل في بعض الحالات وبطريقة غير نظامية فسيطبق النظام في حق أي مخالف ،مبينًا أن من يتسلل ليحدث أي شيء في أمن الحج فهناك من سيواجهه ويمنعه من التعدي على أي شبر من أراضي المملكة .ولم يستبعد سموه وجود تنسيق أو إتصالات بين المتسللين والقاعدة. وفي رد سموه على سؤال هل أجرت المملكة إتصالات مع الجهات التي يتردد ان للمتسللين علاقات معها قال سموه "المملكة لم تجر أي إتصالات مع أي جهة , فإتصالاتنا مع الحكومة اليمنية فقط,وأما من احترم أراضينا فنحن لن نتدخل,وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة لم ولن تسمح لأي كان بأن يعبث بأمنها أو أن يستخدم أراضيها لإلحاق الضرر بالآخرين ". ورداً على سؤال عن التصريحات الإيرانية بخصوص الحج قال "لقد سمعنا من الأشقاء في إيران أشياء متناقضة , ولكن الأخيرة طيبة , والمسؤولون الإيرانيون وصلوا إلى هنا في المملكة ونحن نأمل منهم أن ينصرفوا إلى أداء هذا النسك كما أمرهم الله به وما علمنا به نبينا صلى الله عليه وسلم ". وعن موقف المملكة وتأثرها بالإرهاب قال سموه: إن موقف المملكة معروف و يتحدث عنه الواقع ، فهي أكثر الدول المستهدفة بالإرهاب ولكن بحمد الله استطاعت أن تضع حدا لهذه التصرفات وأن تُفشل المئات من المحاولات التي كادت أن تحدث وتستبق عمليات إرهابية كادت أن تحدث ونحن نستنكر هذا الأمر في بلاد العالم وخصوصًا في الدول الشقيقة العربية والإسلامية ولكن المؤسف والمؤلم أن هؤلاء يدعون الإسلام ويدعون الجهاد وهم في الحقيقة هم الخوارج الذين خرجوا على- علي رضي الله عنه- وهم الذين يخالفون الإسلام لأنهم يقتلون الأبرياء وييتمون الأطفال ، فهذا العمل يسيء إلى الإسلام ونأمل أن ينتهي ,وأن يكون التعاون فاعل وإيجابي ليس بين الدول العربية والإسلامية فحسب بل كل دول العالم . وأضاف سموه إننا نتعاون مع الجميع ولكننا معتمدين على الله ثم على أبنائنا وإخواننا رجال الأمن الذين لديهم القدرة بعد الله على مواجهة هذا الأمر كما واجهوه على أرض الواقع , وأجهزة الأمن تأخذ دائما التوجيهات السديدة التي نتلقاها دائما من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وتمثل دعما كبيرا لرجال الأمن وهم في ميدان الشرف للدفاع عن دينهم ثم وطنهم وشعبهم ، والحمد لله إن رجال الأمن يحظون بثقة قيادتنا وشعبنا ونشكر الله على فضله. وكان سموه تفقد اليوم الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها الأجهزة الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج الرامية إلى تحقيق أقصى سبل الراحة والإستقرار والطمأنينة لوفود الحجيج في إطار تطلعات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين. واستهل سموه الجولة بزيارة لمعسكرات قوات الطوارئ الخاصة التي أقيمت في موقف حجز السيارات الصغيرة على طريق مكةالمكرمةالطائف السريع الكر. ورحب معالي مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني في كلمة له بسموه الكريم وشكره على تشريفه ووقوفه على الاستعدادات التي هيأت لمختلف الجهات والقطاعات الأمنية لموسم حج هذا العام , مشيدا بدعم سموه لكافة أعمال القطاعات الأمنية تنفيذا لتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين للوصول بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن الى أعلى المستويات. وأكد معاليه إكتمال و صول القوات الأمنية المختلفة للمشاركة في أعمال موسم حج هذا العام البالغ عددها 100ألف ضابط وفرد وموظف ومباشرة تنفيذ خططها على أرض الواقع بعد توفير كافة الإمكانات و التجهيزات بتوجيه من سمو النائب الثاني وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية .واستمع سموه إلى شرح عن الخدمات التي تقدمها تلك الآليات والمعدات والقوات خلال موسم الحج. وقام سموه بجولة ميدانية على المشاعر المقدسة والمشروعات الجديدة التي تم تنفيذها هذا العام لتقديم المزيد من الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وتوفير أقصى درجات الراحة واليسر لهم حيث بدأت جولة سموه من مشعر عرفات اطلع خلالها على المراحل الأولية المستكملة من مشروع قطار المشاعر المقدسة والذي سيستفاد منه خلال موسم حج العام القادم 1431 ه علاوة على مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول بعرفات وتنظيم مشعر عرفات لزيادة الطاقة الإستيعابية . وشملت جولته جسر الجمرات بأدواره الخمسة التي تعد إحدى المشروعات البارزة التي هيأتها الدولة لحج هذا العام حيث اسمتع سموه إلى شرح مفصل عن منشاة الجمرات من قبل وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية لتطوير المشروعات الدكتور حبيب بن مصطفى زين العابدين الذي أوضح ان مشروع جسر الجمرات وتطوير المنطقة المحيطة بلغت تكاليفه أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال وتم تنفيذه على خمس مراحل حيث تمت الإستفادة من مراحله الأربع خلال الأعوام الماضية وسيتم الإستفادة من المرحلة الخامسة والأخيرة من هذا المشروع خلال موسم حج هذا العام . ويتكون مشروع الجسر الجديد الذي يبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا من أربعة أدوار ووفقا للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك ويرتفع الدور الواحد اثني عشر متر فيما يتضمن ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي. ويوفر المشروع 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجًا في الإتجاهات الأربعة إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يؤدي لخفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة وأنفاقا أرضية - ورافقت مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 إتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و 3 من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الإفتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج. وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام. ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة وإتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ. وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وإزدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات حيث يبلغ عددها 11 مدخلًا ومثلها من المخارج. كما يحتوى المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات. وقد أسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول (40) مترًا بالشكل البيضاوي في تحسن الإنسيابية وزيادة الطاقة الإستيعابية للجسر، مما ساعد في الحد من أحداث التدافع والإزدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات.