الارتياح الذي شعر به المواطن السعودي بعد طرد المتسللين الحوثيين من المنطقة الجنوبية،كان مضاعفا بين النازحين اليمنيين اللذين وجدوا أنفسهم فجأة على حافة الهلاك، قبل أن تحضنهم مخيمات الإيواء السعودية. فتسلل عشرات الحوثيين إلى المناطق الحدودية وما سبقه من اضطرابات داخل الأراضي اليمنية دفع مئات العائلات اليمنية إلى النزوح داخل الأراضي السعودية. ونقلت صحيفة المدينة في عددها الصادر اليوم عن أحد النازحين الذي يعيش اليوم في احد المخيمات على الشريط الحدودي المتاخم لبلاده اليمن، كيف فقد ثلاثة من أبناءه .
ويصف النازح عبده المصمدي حالته بالسيئة جدا بعد أن فقد أبناءه في زحمة الهروب ولم يعد يعلم عنهم شيئا . ورغم عجز المصمدي التام عن الحركة إلا أنه يحاول جاهدا أن يصل إلى خيمته التي منحته إياها الحكومة السعودية .
يقول المصمدي " لا ادري ماذا حل بثلاثة من أبنائي هربوا قبلي إلى حدود المملكة التي استقبلتنا بكل ترحيب وزودتنا بالماء والغذاء والإيواء ولكن نحن نعيش أوضاعا نفسية سيئة جراء ما اقترفه المسلحون في حقنا ".
وفي قصة أخرى عن الحاجة معشية علي التي بكت بحرقة "تحويشة عمرها"، بعد أكثر من أربعين عاما عاشتها على الأراضي السعودية، مشيرة إلى أن الأحلام كانت تراودها أن يتعلم أبناؤها تعليما يؤهلهم لمعترك الحياة. وأوضحت أنها برغم أنها لجأت للمملكة من اليمن قبيل نحو أربعة عقود إلا أنها لا تعرف وطنا غيره ..قائلة " لم أكن أتوقع أنني في يوم سأرحل عن الخوبة التي شهدت مسقط رأس أولادي. وأضافت" دخلت المملكة متسللة مع ابي وبعد عدة سنوات زوجني أبي بيمني تمكنت أنا وهو من الحصول على الإقامة الشرعية في المملكة وأنجبت ثمانية من الأولاد والبنات جميعهم تعلموا تعليما لا بأس به. وقالت" ولكن كل أحلامي التي انتظرت لسنوات أن احقق جزءا منها طارت في مهب الرياح بعد أن عبث بنا المرتزقة وسرقوا تحويشة عمري من أمام عيني.