أتى من جازان إلى الرياض بحثاً عن علاج زوجته بعد أن أمر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بعلاجها بمدينة الملك فهد الطبية, ولكن ظروفه المادية لا تسمح له بالسكن في شقة مفروشة أو فندق متواضع فاتخذ من مسجد المدينة مقراً لسكنه, ليأويه بدلاً من الحاجة للغير. إنها قصة العم "أبو عبدالله" الذي تجاوز السبعين خريفاً, والذي أجبرته ظروفه المادية الصعبة على أن يتخذ من مسجد مدينة الملك فهد الطبية مقراً لسكنه. وكانت "سبق " قد رصدته أول من أمس وهو يتوسد (قارورة ماء الصحة) ويلتحف شرشفاً شفافاً ليقيه من برودة المكيف. أبو عبدالله قص معاناته ل"سبق" قائلاً "جئت إلى مسجد مدينة الملك فهد الطبية لأنام, فزوجتي التي جئت معها من جازان منومة بالدور الثاني بمستشفى الولادة لإجراء عملية جراحية في ركبتها، وأنا رجل مسن متقاعد عن العمل, حيث كنت أعمل ممرضاً, ومعاشي لا يتجاوز 2000 ريال, ولا يكفي لكي أعود لجازان بعد إجراء العملية لزوجتي, فذهبت للشؤون الاجتماعية بالمستشفى طلباً للمساعدة, فكان الرد "لا تشملك المساعدة؟". ويستطرد أبو عبد الله قائلًا: "ظروفي المادية لا تسمح لي باستئجار شقة, لذا قررت السكن هنا في المسجد, وربك يفرجها, وتطيب زوجتي ونرجع لجازان، فأبنائي هناك ينتظرونني". "سبق" تضع قصة "أبو عبد الله" أمام الشؤون الاجتماعية للنظر في مساعدته, ووكالة الوزارة للضمان الاجتماعي لن تترد في ذلك.