أكدت زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع إلى الإمارات أمس الأول (الإثنين)، ثبات وتنامي مستوى العلاقات السعودية الإماراتية. كما عكست مستقبل الخليج في ظل القيادات الشابة التي تعمل لتحقيق تطلعات شعوب دول الخليج وتحصين الأمن الإقليمي. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله في استطلاع أجرته «عكاظ» حول أبعاد وأهمية هذه الزيارة، إنها تؤكد المؤكد أن الرياض وأبو ظبي اليوم على خط واحد اتجاه القضايا والملفات الإقليمية وإن الحوار بينهما يتم بشكل يومي وعلى أعلى المستويات. ولفت إلى أن مستوى التنسيق بلغ أعلى المستويات، خصوصا بعد زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة ومن بعدها عمّان، ليطلع القيادة الإماراتية على نتائج هذه الزيارة، وهذا يشير إلى وجود محور عربي معتدل قوامه (الرياض- القاهرة – أبوظبي). أما الباحث السياسي الدكتور خالد القاسمي، رأى في هذه الزيارة توثيقا للعلاقة التي تربط بين السعودية والإمارات، التي اعتبرها علاقة إستراتيجية. وقال إن هذا اللقاء يجسد دور القيادات الشابة المتمثلة بالأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد اللذين يمثلان طموح أبناء الخليج والجزيرة العربية، معتبرا أن هذه الزيارة من شأنها تحصين المنطقة العربية في ظل التوترات الإقليمية والاضطرابات في بعض الدول. وأكد القاسمي أن تصريحات محمد بن زايد المستمرة تؤكد أن الإمارات خلف الملك سلمان، والانتصارات المتتالية التي حققها التحالف العربي تؤكد ضرورة وأهمية استمرار مثل هذا التنسيق من أجل المصلحة الخليجية. ولفت إلى أن السعودية أصبحت قائدة الأمة العربية والإمارات من خلفهم والأمل كبير عليها لنقل الأمة إلى مستقبل أفضل وإلى معالجة كل ما تمر بها من أزمات وأخطرها الإرهاب. بدورها، نوهت الدكتورة ابتسام كتبي أستاذة مساعدة في قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات، بالتشاور والتنسيق بين الدولتين وكذلك بطبيعة قوة التحالف بينهما وتحركهما على المستوى الإقليمي والدولي. وأضافت إن هذه الزيارة تأتي قبيل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة، ما يستدعي أعلى مستوى من التفاهم والتنسيق على القضايا الإقليمية وفي مقدمتها التدخلات الإيرانية في شؤون دول الخليج. وبينت كتبي أن التفاهم والتنسيق السعودي الإماراتي يأتي ليملأ الفراغ خصوصا في ظل ضعف القوى الإقليمية والإستراتيجية ذات الأحجام الكبيرة، وأيضا يأتي في وجه الأطماع الإيرانية في المنطقة ويشكل تحالفا قويا.