اختتمت مساء آخر الأسبوع بمدينة مراكش المغربية، الندوة الدولية الكبرى عن جهود محمد العبودي التي أقامتها ثلوثية الدكتور محمد المشوح بالتعاون مع جامعة القاضي عياض بالمملكة المغربية الشقيقة. وقد قدم للندوة، التي افتتحها سفير خادم الحرمين الشريفين في المغرب الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، الدكتور محمد المشوح بكلمة شكر وتقدير للمغرب الشقيق على الاهتمام بالتعاون الثقافي بين المملكتين، ومن ضمنه ندوة العلامة الرحالة محمد العبودي، التي احتضنتها رحاب جامعة القاضي عياض في مراكش. وقال الدكتور المشوح إن عميد الرحالين العلامة العبودي لم يترك زاوية من العالم، فضلا عن دولته المملكة العربية السعودية، إلا وطئتها قدماه، وقد استهواه ابن بطوطة، المغربي، واستحضر تفاصيل ابن فضلان وحفظ وثائق ابن جبير، وهو الفقيه الأديب الشاعر المثقف، الذي لا يستسلم لرأي مجرد، أو مقولة منقولة بلا تروٍّ أو تحقق، يعشق المناقشة والمساءلة، صبور عند الترحال، عاشق للمعرفة أينما وجدت. لقد جال هذا العلامة، يضيف المشوح، العالم ببصيرة نافذة، وعقل راجح، وفؤاد حي، وعمق ديني راشد، وحس حضاري مفتوح، وبان ذلك وتجلى في شخصه، وبدا على محياه. فهو لم يكن أنانيا في حياته وتجاربه، بل صاغ ذلك في كتبه، ودوّن ما لقيه في سطور أوراقه ومخطوطاته، حتى اجتمعت فيه علوم وفنون ومعارف شتى، كلها تتجاذب العلامة العبودي إلى كنفها ومحيطها. وفي حديث إلى «عكاظ» قال الدكتور محمد المشوح، إن العلامة العبودي نال من المعارف حظه ومبتغاه، فأبصرت عيناه حضارات الأمم، ووطئت قدماه حواضر العالم القديم والحديث، فلم يبعده ذلك عن فكر أمته وتراثها، ولم يحجبه عن مكامن مجدها وحضارتها الخالدة، بل قد أصاب من تلك الحضارة خيرها، وارتوى على أثر ذلك من معينِ أمته الصافي. وأكد المشوح أن ندوة مراكش «مباركة، وأنها محاولة لِلَمِّ أطراف الحديث عن هذا الموسوعي الكبير الذي ما ندَّ عنه شبر من الأرض إلا وطئه، فجاس الديار، وسعى في البلدان يصف ويعاين ويقدم الخبر، وينتقد المشهد، ويشخص الداء، ويسقي الدواء، ممتطيا صهوة الصبر والحلم والأناة في خلق فريد صار فيه أبهى من الروض النضير»، مبرزا أن المغرب كان محطة عربية حضارية وعلمية مهمة، لم يكن مروره بها كغيرها من الدول العربية الأخرى.