حافظ مسن سعودي تجاوز العقد السابع من عمره على طقوس الاحتفال بذكرى زواجه طيلة 50 عاما، مشيرا إلى أن الوقوف عند هذه المناسبة يبعد الأزواج عن أجواء الحياة الصاخبة ويمنحهم هدوءا يستطيعون من خلاله التعبير عن مشاعر الوفاء والتقدير فيما بينهما. وروى خالد الشرهان المتخصص في تصميم المناسبات والاحتفالات، تفاصيل احتفال السبعيني بذكرى زواجه ال50 قائلا: «عندما تواصلت مع الرجل كنت أظن بأنه يود تجهيز احتفال لإحدى حفيداته، إلا أنني فوجئت بعد أن كشف لي عن رغبته في الاحتفال بذكرى الزواج، لأن هذا السلوك ليس منتشرا لدى الأجيال السابقة، ويعتقد الكثيرون بأنها ثقافة دخيلة على مجتمعنا، ولكن هذا الرجل أثبت بأنها ثقافة تجسد الوفاء وهي متأصلة في المجتمع السعودي». وقال الشرهان: «صوت الرجل المسن عند حديثه عن أهمية أن تظهر المناسبة بأفضل حالاته كان يكشف عن مشاعر حب كبيرة يكنها لزوجته، حتى تجاعيد وجهه هي الأخرى تحكي مواقف الوفاء والتضحية التي جمعتهما، وبدأنا بالتخطيط للاحتفال وطلب أن يمتلئ المكان بالورود والشموع وصوت أبيات شعرية كتبها هو في زوجته». ولم يخفِ الشرهان فضوله، وقال: «سألت الرجل المسن عن الدافع وراء المحافظة على إقامة هذه المناسبة طيلة 50 عاماً، وأجابني الزواج مثل الوردة معرض للذبول إن ركن الزوجان لروتين الحياة وانشغلا عن بعضهما، وذكرى الزواج كانت توقظنا من الغفلة وتعيد إلينا روح الانسجام ويبدأ كل طرف بالتفكير مجدداً بالطرف الآخر، والاحتفال السنوي كان سبباً في تفاهمنا وتجاوز الكثير من الأزمات التي عادة ما يمر بها الأزواج». وكشف السبعيني عن هديته لزوجته في ذكرى زواجهما ال50 قائلا: «في الآونة الأخيرة كانت زوجتي تتمنى أن تكفل عددا من الأيتام، حينها فكرت بأن أفاجئها بهذه المناسبة، وقمت بكفالة 10 أيتام باسمها في إحدى الجمعيات الخيرية وسأقدمها لها كوفاء على السنوات التي ضحّت فيها من أجلي، وأرجو أن تكون هذه الهديّة سببا في سعادتها كما أسعدتني ودعمتني في العقود الماضية».