يزور أهالي وزوار جدة (سوق الخاسكية) الشعبي ليس للتبضع فقط، وإنما للتنزه أيضا، نظرا لأنه من أبرز معالم عروس البحر الأحمر التي يقصدها المتنزهون خاصة من المقيمين والحجاج والمعتمرين. أحد من التقيناه في سوق الخاسكية كانت الحاجة المصرية مريم فخري برفقة زوجها، التي قالت: إنها عند وصولها إلى جدة سألت صديقاتها المصريات عن المراكز التي يمكن أن تشتري منها المشغولات الذهبية والمصاحف والأشرطة الدينية بأسعار معقولة، فنصحنها بالتوجه لسوق الخاسكية. وعندما حضرت للسوق اكتشفت أنه قيمته حيث تباع فيه العطور والبخور ودهن العود والعنبر بأسعار زهيدة. وكذلك اشترت مشغولات مرشوشة بماء الذهب وبها آيات قرآنية. كما استمتعت في سوق الخاسكية بالمأكولات الشعبية والحلويات التي كانت تباع منذ زمن بعيد مستغربة وجودها في السوق القديم مشيرة إلى أنها «كانت موجودة في حاراتنا». وما لا يمكن تجاهله هو بسطات عشوائية تعرض بعض البضائع والسلع على الأرض بأسعار زهيدة للغاية، فحسب عبده الكندي (بائع في محل تجاري) فإن ساحات الخاسكية لا تخلو من السماسرة العقاريين، وسماسرة الخادمات غير النظاميات، والعمالة غير النظامية ووافدين مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل (من جنسيات أفريقية) ينامون في الموقع بعد خلوه من الزوار ليلا، إضافة إلى أنها تعج بمخازن تعبئة التمور والحلويات بطرق غير نظامية. ومن أبرز رواد محلات سوق الخاسكية هذه الأيام الحجاج الراغبين في شراء المشغولات الذهبية والأقمشة النسائية والكتيبات الإسلامية والأشرطة الدعوية بجميع اللغات. ويقول سالم باغندة (بائع محل عصيرات) إن سوق الخاسكية يمثل مصدر رزق كبيرا للعمال والباعة، كونه السوق الشعبي الأكبر والأقدم في جدة. وتوجد فيه محلات تستهدف جنسيات عديدة حيث تعرض للبيع أغراضهم الخاصة من مأكولات وملابس ومستلزمات. لذلك يتواجد فيه محتاجون للتسول واستعطاف بني جلدتهم خاصة أمام محلات الصرافة التي تنتعش في الفترة الحالية من خلال استبدال العملات الأجنبية التي يحملها معهم الحجاج بريالات سعودية. ويشير باغندة إلى أنه توجد ثقافة عند بعض الحجاج معروفة منذ زمن بعيد، وتتمثل في استبدال أموالهم التي يقومون بتجميعها لسنوات طويلة بالريال السعودي بهدف التربح بحكم أن العملة السعودية أقوى من عملات بلادهم. وكذلك تحضر بعض الحاجات مشغولاتهن الذهبية لبيعها في سوق الخاسكية لنفس الغرض.