أثار السفر المفاجئ للرجل الثاني في حماس الدكتور موسى أبومرزوق، ومغادرته غزة بعد عودته لها منذ فترة قصيرة جدا، الكثير من التساؤلات، حيث لم توضح حماس سببا واضحا لهذه المغادرة للقيادي البارز يوصف برجل المهمات الصعبة، بعد أن خاض الصيف الماضي مهمة المفاوضات غير المباشرة في القاهرة لوقف اطلاق النار مع الجانب الاسرائيلي، وهو نفسه الذي يحمل ملف المصالحة مع فتح. والسر الحقيقي الكامن في سفر ابومرزوق، هو انه حمل معه مشروع «اتفاق تهدئة طويلة الأجل» بين حماس واسرائيل، حمله المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، الذي التقى سرا بأبو مرزوق، وسلمه مشروع الاتفاق. ويبدو ان سفر ابو مرزوق هو جزء من الجهد الحمساوي لإتمام صفقة ما، يجري اطلاع قيادة حماس عليها. والسؤال المطروح: هل تقبل حماس بعقد صفقة السلام منفردة، وبالمقابل تحصل اسرائيل على «تهدئة أمنية» ومنجز سياسي يعزز الانقسام، ويأذن بإنجاز هدنة طويلة الأمد على جبهة غزة، مقدمة لإنشاء كيان ما في القطاع غزة، بعيدا عن السلطة الفلسطينية في رام الله، وماذا سيكون موقف القيادة الفلسطينية من ذلك وهل تحاول حماس وضع رام الله في الصورة.. اسئلة تحتاج للاجابة من حركة حماس.