أنهت الطالبة المبتعثة غزل عبدالله كعكي مشوارها الأكاديمي الذي توجته بدرجة الماجستير في تخصص إدارة الهندسة من جامعة الكاثوليك بالعاصمة واشنطن وتستعد للعودة إلى أرض الوطن لتدعم دراستها الأكاديمية بالخبرة العملية في مجال الهندسة في مدينة جدة. وتعبر كعكي أن اتخاذ القرار «المصيري» والخوض في تجربة الابتعاث من أهم القرارات التحفيزية التي تترك نقلة نوعية في حياة أي طالب علم، حيث تنوي من جهتها أيضا أن تطبقها على أبنائها في المستقبل وتحفيزهم للدراسة في الخارج لما لامسته شخصيا من مردود إيجابي يعمل على تشكيل شخصية الطالب العلمية والعملية على حد سواء. وقبل رحلة العودة إلى أرض الوطن استعرضت الكعكي شريط الذكريات في بلد الابتعاث وأهم العقبات التي مرت بها في الرحلة التعليمية ابتداء من معارضة الأهل في البداية حتى تمكن أحد إخوانها بمرافقتها إلى بلد الابتعاث، ولم تنس أبدا أول يوم وصول على الأراضي الأمريكية كطالبة وما رافقه من إجراءات إدارية وروتينية كانت تعد صعبة نوعا ما في الأيام الأولى، بالإضافة إلى التدريب العملي الذي رافق الدراسة في أمريكا وغيرها من الاختلافات الثقافية والأكاديمية بين البلدين. وتحدثت ل«عكاظ» عن مشروعها الخاص الذي قامت بتأسيسه منذ سنوات في الفترة التي سبقت تخرجها وحصولها على شهادة البكالوريوس من كلية دار الحكمة بجدة، إلا أنها ترى بأن خبرتها الأكاديمية التي صقلت الآن من الجامعات الأمريكية ستساهم بشكل فعال في استمرارية المشروع وتنفيذ أفكار جديدة وتطبيق ما تعلمته في الخارج بشكل يتناسب ويندمج مع طبيعة المجتمع السعودي. ولم تنكر مساعدة ودعم الأهل وصوت والدتها الذي كان يعطيها الأمل ويبث داخلها الطموح ويبعد عنها الإحباط طوال فترة الابتعاث، والذي كان بالنسبة إليها بلسما شافيا يداوي مرارة القلق والخوف وغيرها من المشاعر التي تحدث في فترة الغربة التي حملت العديد من المواقف السعيدة والحزينة أيضا. وتكشف عن مواطن الضعف والقوة عند كل طالب مغترب وقدرته على التأقلم والاندماج في المجال الاجتماعي أو الأكاديمي وحتى المادي. وقدمت نصيحة أخيرة لإخوانها وأخواتها في بلد الابتعاث بضرورة الانفتاح إلى الشعوب الأخرى والتعرف على ثقافات جديدة وعدم الانغلاق داخل مجتمع واحد بما يتناسب مع تعاليم الدين الإسلامي، والذي يرمي في الأساس إلى حوار الأديان والتعايش مع الآخر خاصة في ظل الظروف الدولية التي تعيشها بعض المجتمعات في العالم في الفترة الحالية. وأضافت بأن كل مبتعث سعودي في الخارج هو سفير لدينه ووطنه وعليه ترك بصمته وأثره من خلال مشواره التعليمي وعكس الصورة الإيجابية للطالب السعودي داخل المجتمع الأمريكي وتعريفه عن الإسلام وتصحيح الصورة المغلوطة المتداولة عنه في الخارج وذلك من خلال الأنشطة التطوعية المختلفة والمشاركة في أنشطة الأندية الطلابية السعودية في الجامعات وغيرها من المواقف اليومية التي يعيشها الطالب سواء في الجامعة أو الشارع مع عدم التوقف بمجرد الحصول على القبول الجامعي فقط. وختمت كعكي حديثها منوهة بفخرها وتطلعها للعودة إلى أرض الوطن وخدمته والنهوض به إلى أعلى المراتب، متمنية بأن يديم الله على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء وأن يحفظ للشعب السعودي قيادته الرشيدة التي كانت الداعم الأساس لبرنامج الابتعاث الخارجي بل وأعطت أبناءها الفرص المتساوية للابتعاث بناء على الكفاءة العلمية فقط إيمانا منها بأن الشباب هم مستقبل الوطن وغده الواعد، وشهادة التخرج هي بمثابة إهداء من بنات الوطن لولاة الأمر وترجمة فعلية لحلم قائد ووالد يدفع بأبنائه نحو القمة.