قال عدد من المدمنين المتعافين ممن تم اختيارهم لأداء مناسك الحج هذا العام إنهم باتوا من أسعد الناس بأداء هذه الشعيرة، مؤكدين أن هذه الخطوة بمثابة صفحة جديدة بيضاء في حياتهم، معربين عن شكرهم لسمو وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الذي أتاح لهم هذه الفرصة محققا لهم أمنية العمر. بداية قال المتعافي (ع - ص) ل(عكاظ): كانت بدايتي تتمثل في انحراف في السلوك وقت المراهقة فطردني والدي من المنزل، وكان عمري (14) سنة، تعرفت على أصدقاء سوء وتورطت معهم في عدة جرائم وسرقات، وعشت أياما مريرة مع المخدرات وواجهت حياة سيئة، وعصابات استغلتني حتى نصحني أحد أصدقائي السابقين وكان قد أقلع عن المخدرات بمراجعة مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، ترددت في بادئ الأمر ثم عزمت على المراجعة وبدأت برنامجا علاجيا عانيت في بدايته من الأعراض الانسحابية حتى تمكنت بفضل الله من تجاوز هذه العقبات. وأضاف بأن خبر إدراج اسمه في رحلة الحج كان بمثابة المكافأة له لتصميمه على ترك المخدرات، وقال: فرحتي لا توصف، فقد كانت أمنيتي أن ألتحق برحلة الحج، والحمد لله الذي يسر لي ذلك والشكر بعده سبحانه وتعالى لسمو الأمير محمد بن نايف على حبه لنا وحرصه على مصلحتنا والخير لنا. أما المتعافي صالح فيقول: تعاطيت الكبتاجون للتجربة وأنا طالب في الثانوية وتواصلت مأساة التعاطي لمدة 11 عاما عشت خلالها عددا من المآسي والمشاكل والأمراض النفسية، ثم انقطعت عن المخدرات لعدة أشهر ولم أراجع أي مستشفى فانتكست بعد ذلك وراجعت مستشفى الأمل بالرياض والتحقت ببرامج منزل منتصف الطريق ووجدت منهم الاهتمام والرعاية وبدأت أواظب على العلاج والتأهيل. وأتقدم بالشكر لسمو وزير الداخلية أن أشركنا في الحج وهو خبر أفرحني، خاصة أنني لم أحج وأحتاج لوقفات إيمانية مع نفسي. ويروي المتعافي خالد معاناته مع الإدمان وكيف تخلص منه قائلا: أنقذني الله من المخدرات على يد جاري الطيب بعد أن ساءت علاقتي بوالدي، فقد كان متفهما لوضعي بعد أن شرحت له أنني مريض ولم أبين له أنني متعاط فذهب بي إلى المستشفيات لمعالجة إدماني حينما سمع بقصتي. وبالفعل واصلت علاجي في مستشفى الأمل بالرياض، وأنا حاليا متوقف عن التعاطي وسأواصل رحلة التعافي بإذن الله. وعن رحلة الحج يقول خالد: لا يمكن وصف شعوري فأنا أحب مكة وأحب المشاعر المقدسة وأحس فيها بالطمأنينة والراحة، وأسأل الله أن يوفق كل من وضع اسمي في القائمة وأشكر سمو الأمير محمد بن نايف الذي يشملنا برعايته وحبه رغم أخطائنا وفظاعة مشاكلنا وقت التعاطي.