شعرت بهيبة الزمان والمكان عندما وقفت أمام منزله للوهلة الأولى، فطراز المنزل وتصميمه المعماري يوحي بأنه شيد بعناية ومهارة على طريقة بيوت الحجاز التاريخية في جدة، من حيث الرواشين الخشبية وسور المنزل الذي يبدو وكأنه من أحجار «منقبية» متراصة بعناية، لقد عشت بالفعل لحظات من عبق التاريخ وأصالة الحضارة، ولا عجب في ذلك، فقد كنت أقف أمام منزل معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف، سليل أسرة جداوية عريقة وعلم من أعلام الحجاز، وحفيد مؤسس بيت نصيف التاريخي، الذي استضاف الملوك والأمراء والشيوخ والدعاة، وكل من طرق أبوابهم. تواضعه الجم هو وأسرته ليس بالغريب عليهم، فهي سمة من سمات هذه الأسرة العريقة التي اشتهرت بالعلم والكرم والأخلاق، فقد خرج يومها مع أبنائه وأحفاده ليستقبلني أمام بوابة المنزل بحفاوة ورحابة صدر، ثم حضر لاحقا أخوه الدكتور محمد، وقضيت معهم وقتا ثمينا في ذلك المنزل العامر، لأجري الحوار التالي في «سهرة» مختلفة: تفاصيل الحوار في الصحيفة الورقية.