بكر فلاتة الحاصل على الشهادة الجامعية بتقدير عال وأخرى من معهد علوم القرآن الكريم يجد نفسه بين أواني مطعمه في أحد أحياء مكةالمكرمة في قصة عشق لا تنتهي في إعداد الأطباق الشعبية. يقول بكر ابن السابعة والعشرين: والدي سبب توجهي الى هذه الصنعة فهو طاه لا يزال يمتهن الصنعة. على الرغم من أنه كان يمانع دخولى وإخواني إلى هذه المهنة كي لا تؤثر على مستقبلنا التعليمي. وكان له ما طلب ولكن تبقى مهنة الطهي طاغية في العائلة و مرتبطة بها. يضيف بكر فلاتة: كنا نسعد بمرافقة الوالد في المناسبات والأعراس رغم صغر أعمارنا ومع ذلك كنا كالفريق الواحد ننتشر في أركان المطبخ، نعمل في صمت حتى ننجز المهمة المطلوبة في وقت قياسي تحت إشرافه، كان يخاطبنا بإشارات ونظرات نفهمها. وكانت تطربنا أصوات القدور وهي تغلي و تعجبنا رائحة الحطب المشتعل التي تملأ المكان. كنت أراقب عمله في الطهي بالمناسبات، أسأله عن كل صغيرة وكبيرة، عن البرياني والزربيان والكابلي والسليق والكوزي وغيرها. ويضيف: بدأت في تفريق رقائق السمبوسك المتلاصقة ثم لفها ثم تقطيع السلطة وبعد ذلك تدربت في صنع الطرمبة حتى أصبحت مساعدا للطباخ في مراقبة نضوج اللحم في القدور، بعدها تعلمت كل أسرار الطهي. بكر يرى أن مهنة الطهي تحتاج إلى (النفس) بشكل أساسي ثم الخبرة وتقدير لوازم البهارات وكمية الماء والملح والأرز. ويضيف أن طموحه قاده لإنشاء مطبخ في أحد أحياء مكة مع مجموعة من الأقارب، لكنه لم يستمر ولم ييأس وفتح مطعما لإعداد الأكلات الشعبية، مثل التقاطيع والكبدة والشوربة والمقادم والمقلقل، حيث يحرص على تجهيز متطلبات المطعم بكل عناية، كما يحرص على أن تكون الوجبات طازجة وينوي إكمال دراسته الجامعية لمرحلة الماجستير في قسم الشريعة في جامعة أم القرى.