اختتمت النشاطات المسرحية للجنادرية في الطائف، البارحة الأولى التي استمرت ثمانية أيام، في الوقت الذي قدمت فيه آخر العروض وهي مسرحية «تصريح دفن» لفرقة «محترف كيف»، وتحكي طريقة استخراج تصريح لدفن أحد الجثث التي رمز لها الكاتب وفسرها المخرج على أنها «المسرح» وسط العديد من الإجراءات البيروقراطية، ترجمت لغة النص الحدث بشكل عبثي، وأعاد فيها الكاتب طريقة «ألفريد جاري» في كتابة النص، واستغل المخرج مساحة النص الواسعة وتمدد بشكل مثير ورافق عبثية النص وأخرج العمل بانسجام في عناصره الفنية. وفي القراءة للتطبيقية للمسرحية بعد عرضها، أكدت أن كاتب النص استفاد من تقنية العبثية واللامعقول في نسج حوارات هذا النص، أما المخرج فأدخل اللعبة الإخراجية المسرحية بشكل كامل منذ الوهلة الأولى، ووظف مدلولات الرمزية بشكل جيد. المسرحية من تأليف إبراهيم الحارثي، وسينوغرافيا وإخراج ياسر مدخلي، وتمثيل: البراء علي وسالم شحبل ورائد الموركي صوفت صابر. من جانب آخر، قدمت فرقة «نورس» من القطيف مسرحية «زوان»، التي تتحدث عن أسطورة شعبية محلية، وهي راعية العين التي تحرس عين زوان، حيث ارتبط اسم زوان بغرق فتاة اسمها زينة وسميت هذه العين باسمها. وفي الندوة التطبيقية عقب العرض، أوضح المشاركون فيها أن النص فيه مباشرة وتقريرية واضحة للمتلقي وبسبب ذلك غابت عناصر الدهشة والمفاجأة، ويحتاج العمل إلى وضع تصور جيد للعملية الإخراجية بدلا من الاختلاف في المنهجيات.