الجلوس مع جدتي بشكل يومي هو أولويات برنامجي اليومي لأنني أستفيد من نصائحها، هكذا قالت الطالبة الجامعية لينا محسن، وتضيف «نحن من سكان مدينة جدة وجدي وجدتي في منطقة أخرى، وكنا نذهب لزيارتهم بين فترة وأخرى لفترات زمنية محددة وقصيرة ولم يتسنِ لي وقتها الجلوس مع جدتي وجدي بمفردنا لفترات طويلة». وأضافت لينا «عندما كنت في بداية الصف الأول الابتدائي توفي جدي، ولأن والدي هو أكبر إخوته، أحضر جدتي للعيش معنا، ففي بداية انتقالها لمنزلنا لم أجلس معها كثيراً فقط كانت تجمعنا وجبة الغداء والعشاء، بعدها تعود هي لغرفتها وحتى عندما يأتي أحد لزيارتنا كانت تسلم على الضيف ولا تطيل الجلوس، حتى أنها كانت ترفض الخروج من المنزل بصحبتنا لزيارة الأقارب أو الجيران لحزنها لفارق جدي». وواصلت لينا «في أحد الأيام استيقظت من النوم وأنا في حالة بكاء شديد نتيجة كابوس مخيف في النوم، وكنت أبكي بشدة وكنت يومها متغيبة عن المدرسة بعد تعرضي لوعكة صحية، وتوجه والدي ووالدتي لأعمالهم فيما ذهب إخوتي إلى مدارسهم، فجاءت جدتي بعد سماعها بكائي بصوت مسموع، وأخذت تهدئني وتسأل عن سبب بكائي فأخبرتها عن الكابوس الذي عشته، وكنت متأكدة بأنه سوف لن تفهمني لكونها مسنة، ولكني فوجئت بها تقول لي إن ما تتحدثين عنه من الشيطان وعلىّ أن لا أخشى مثل هذه الأحلام بل أستعيذ منها». وزادت «ظلت جدتي بجانبي حتى عدت للنوم مرة أخرى، وفي اليوم الثاني وبعد عودتي من المدرسة ذهبت لغرفتها وجلست معها وأخذت تحدثني عن حياة زمان، وكانت تمرر لي النصائح ضمن الحكايات، وكلما سألتها عن شيء وجدت لديها إجابة مقنعه فكنت أسأل نفسي كيف تعرف كل هذا وهي غير متعلمة بعدها أصبحت أخصص جزءا من يومي للجلوس معها ومشاركتها في الحديث، وللحق فقد استفدت منها أكثر مما تعلمت في المدرسة حتى عندما احترت في اختيار تخصصي في الجامعة قالت لي اختاري أكثر العلوم المستخدمة في هذا العصر، وأخذت بنصيحتها وتخصصت في الحاسب الآلي، وأصبح جلوسي مع جدتي بشكل يومي بات أهم من أولويات برنامجي اليومي فهي بحق موسوعة في كل شيء رغم أنها غير متعلمة».