47 اتفاقية بقيمة 19 مليار دولار في ختام اليوم الأول من مؤتمر مستقبل الطيران 2024    فيصل بن مشعل لمجلس الشورى: منجزات رائدة في منطقة القصيم وفقاً لرؤية 2030    النفط في 1 يونيو    مجموعة الدكتور سليمان الحبيب تحصل على اعتماد برنامج زمالة جراحات السمنة    أمير القصيم يكرم «براعم» القرآن الكريم    نائب أمير مكة يرعى تخريج طلاب جامعة جدة    10522 خريجًا وخريجة في مختلف التخصصات.. نائب أمير مكة المكرمة يشرف حفل التخرج بجامعة جدة    طموحنا عنان السماء    فراق زارعة الفرح    هنأت رئيس الكاميرون باليوم الوطني.. القيادة تعزي في وفاة الرئيس الإيراني ومرافقيه    وزير الإسكان يفتتح منتدى سلاسل الإمداد العقاري    الراجحي يصدر قراراً بتعديل تنظيم العمل المرن    حلول السلامة الذكية وطائرة «بارق».. «الإلكترونيات المتقدمة» تستعرض قدراتها التصنيعية    القضاء على الفقر وليس القضاء على الفقراء    القوات المسلحة تواصل تدريبات" الأسد المتأهب"    مكعّب روبيك.. الطفل العبقري    واتساب يختبر ميزة تلوين فقاعات الدردشة    بعد وفاة رئيسي في حادث تحطم طائرة.. مخبر رئيساً مكلفاً للسلطة التنفيذية في إيران    المسألةُ اليهوديةُ مجدداً    بعد وفاة رئيسي.. لا تغيير في السياسة الإيرانية    8 مواجهات في الجولة قبل الأخيرة لدوري" يلو".. " الخلود والعروبة والعربي والعدالة" للمحافظة على آمال الصعود    أنديتنا وبرنامج الاستقطاب    في الرياضة.. انتظار الحقائق والتطوير    اجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي - القطري    تعزيز العلاقات مع "تحالف الحضارات"    رسمياً .. الاتحاد يعلن رحيل "جروهي" و "رومارينيو" عن صفوفه    "البلاد" كانت حاضرة.. المنتخب السعودي للجولف يتوج بوصافة دولية الأردن    أتعبتهم ولم يتعبوني    إحباط تهريب 200 كلغ من القات المخدر    خادم الحرمين الشريفين يخضع لبرنامج علاجي    "تعليم جدة" يصدر نتائج حركة النقل الداخلي لشاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية    أمير الرياض يستقبل منتسبي جمعية المتقاعدين    إجازة لمكافحة التعاسة    ابحث عن قيمتك الحقيقية    لجين تتألق شعراً    مواجهة الظلام    مبادرة الأديب العطوي    أبطال آيسف يحققون 27 جائزة للوطن    ما الذي علينا فعله تجاه أنفسنا ؟!    سعود بن نايف وكتَّاب الرأي !    زلة الحبيب    وقتك من ذهب    لا عذر لخائن    تسهيل وصول أمتعة الحجاج لمقار سكنهم    العجب    علاقة معقدة بين ارتفاع ضغط الدم والصحة النفسية    الحامل و الركود الصفراوي    أخصائية تغذية: وصايا لتجنب التسمم الغذائي في الحج    خرج من «البحر» وهو أصغر بعشر سنوات    مفتي الهند يدعوا الله بأن يشفي خادم الحرمين    "العامري" بين استعراض المنجزات، لثانويات مكتب تعليم حلي    الجنائية تتحرك لاعتقال قادة من حماس وإسرائيل    د. العيسى يتسلَّم مفتاح محافظة الإسكندرية أعلى وسام في المدينة    قدوم 267657 حاجا عبر المنافذ الدولية حتى نهاية أمس    القيادة تعزّي دولة رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة السيد محمد مخبر في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    «التعليم» تحدد أنصبة التشكيلات المدرسية في مدارس التعليم العام    جائزة الرعاية القائمة على القيمة ل«فيصل التخصصي»    أمير القصيم يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة براعم القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التطور الباهر في علاج التهاب الكبد C
نشر في عكاظ يوم 27 - 03 - 2014

حفِل مؤتمر الفيروسات القهقرية والأمراض المعدية المنعقد في بوسطن الشهر الماضي بالعديد من الدراسات التي استعرضت النجاحات الفائقة للأدوية المكتشفة مؤخرا لعلاج التهاب الكبد الفيروسي C أو كما يطلق عليه أحيانا (ج). نسبة الشفاء عند كثير من المرضى الذين تم علاجهم بخليط من نوعين أو أكثر من هذه الأدوية الجديدة، خاصة في المراحل الأولى من المرض، قاربت 100 % بينما لم تكن تتعدى 25 % قبل بضع سنوات عندما كان «الإنترفيرون» هو العقار الوحيد المتوفر. هذه النجاحات تحمل آمالا كبيرة للمرضى المصابين بهذا الفيروس والذين يصل عددهم إلى حوالي 200 مليون مصاب في العالم. أكثر من ذلك، تأخذ الأدوية الحديثة، ويطلق عليها الأدوية ذات الأثر المباشر، كجرعة واحدة في اليوم عن طريق الفم وليس عن طريق الحقن كما هو الحال مع الإنترفيرون. كما أن كثيرا منها يخلو من الأعراض الجانبية المزعجة المصاحبة للإنترفيرون والتي تضطر نسبة لا بأس بها من المرضى للتوقف عن العلاج بهذا الدواء. إضافة إلى ذلك، تم تقليص فترة العلاج لبعض أنواع الفيروس إلى 12 أو 24 أسبوعا بدلا من ال 48 أسبوعا كما في السابق.
لا شك أن هذه أخبار سارة لكل من يعاني من هذا المرض الذي تتحول الإصابة به إلى مرض مزمن في 80 % من الحالات وقد تؤدي إلى تليف الكبد أو تشمعه وفشله أو حتى إلى سرطان الكبد في نسبة لا يستهان بها من المرضى، إلى درجة أن هذا المرض أصبح في السنوات الماضية من أكثر دواعي عمليات زراعة الكبد. ينتقل فيروس التهاب الكبد C بعدة وسائل كان من أهمها نقل الدم الملوث قبل تطوير طرق الكشف الحديثة، واستعمال الحقن الملوثة بين متعاطي المخدرات الوريدية، وبصورة أقل بواسطة الاتصال الجنسي أو من الأم المصابة إلى الجنين. كيف تحقق هذا النجاح ولماذا تأخر تطوير هذه الأدوية لعدة سنوات منذ اكتشاف الفيروس المسبب للمرض في عام 1989م؟ في الواقع أن اكتشاف فيروس التهاب الكبد C شكل منذ بدايته انتصارا كبيرا لعلم الأحياء الجزيئية وطرق الهندسة الجينية (الوراثية).
فقد تم اكتشاف الفيروس وتشخيصه بهذه الطرق الحديثة وليس بالطريقة التقليدية التي تعتمد على زراعة الفيروس في مزارع الخلايا. الصعوبة البالغة التي واجهها العلماء في زراعة الفيروس أخرت اكتشاف أدوية محددة لعلاجه لذا كان الاتجاه لاستعمال الإنترفيرون الذي يعتبر أحد وسائل الدفاع العامة للجسم ضد الفيروسات بكافة أنواعها. بعد ذلك تم إضافة عقار «الرايبافيرين» المستعمل سابقا مع عدة فيروسات أخرى والذي يعمل بطريقة غير محددة.
بداية النقلة النوعية الكبيرة في اكتشاف الأدوية ذات الأثر المباشر التي تعمل على إنزيمات محددة في الفيروس كانت مع اكتشاف وسيلة لتكثير الفيروس في الخلايا باستعمال طرق الهندسة الوراثية اعتبارا من 2005م. أدى ذلك في عام 2011م إلى إنتاج عقاري «بوسيبريفير» و«تلابريفير» المثبطين لإنزيم البروتياز الذي يساعد الفيروس على قص بروتينات الفيروس في شكلها النهائي. تبع ذلك عقار «سايمبريفير» الذي يعمل بطريقة مشابهة. بعد عامين من ذلك تم إنتاج عقار «سوفوسبيوفير» الذي يمنع تكاثر الفيروس بتثبيط إنزيم البلمرة الفيروسي. أخيرا تم تطوير عقار «ليديباسفير» الذي يستهدف بروتينا آخر يساعد على تكاثر الفيروس وتفادي الأجهزة الدفاعية للجسم. حاليا يتم إجراء دراسات مختلفة لاختيار الأفضل والأفضل من بين مجموعات هذه الأدوية. رغم هذه النجاحات الباهرة ستشكل الأسعار الباهظة لهذه لأدوية الحديثة لالتهاب الكبد C العائق الأكبر للاستفادة المثلى منها، خاصة للمرضى المحتاجين في الدول النامية. يتطلب ذلك بذل جهود كبيرة خاصة من المنظمات العالمية للتوصل إلى حلول مع الشركات الصانعة لتوفير هذه الأدوية بأسعار معقولة تناسب إمكانيات هذه الدول، مثلما حدث مع أدوية الإيدز سابقا. أيضا يمكن التفاوض مع الشركات المكتشفة للأدوية على السماح بتصنيعها في بعض الدول النامية مثل الهند، وهناك مؤشرات على حدوث مثل ذلك.
وتأتي دولة مصر الشقيقة على رأس قائمة الدول التي تحتاج إلى توفير الأدوية الجديدة حيث ترتفع فيها الإصابة بالفيروسC عن كل دول العالم مكونا مشكلة صحية كبرى. سبب انتشار هذا الفيروس هناك كان الاستعمال الواسع للحقن الملوثة عند علاج مرض البلهارسيا قبل اكتشاف الأدوية التي تعطى بالفم. أخيرا شكلت صعوبة زراعة الفيروس وقدرته الكبيرة على تغيير شكله بسرعة عائقين أمام إنتاج لقاح فعال يحمي من الإصابة بالعدوى وحدوث المرض مما يضاعف من أهمية توفير العلاجات الحديثة الباهرة لكل المرضى المصابين المحتاجين للعلاج. كما ينبغي التأكيد على أهمية توفير وسائل التشخيص المخبري الدقيق للكشف المبكر عن المصابين بالعدوى تمهيدا لعلاجهم. اكتشاف الأدوية الحديثة الفعالة لعلاج فيروس التهاب الكبد C يعتبر من أكبر الإنجازات الطبية في العصر الحالي التي يمكن أن تزيل معاناة كثير من المصابين بهذا الوباء الهام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.