حاربوا البطالة بخلع ثياب «العيب» والنظرة القاصرة لهم، واختاروا تجارة الفواكه والخضار لسد حاجتهم وكسر قاعدة التوظيف بالأعمال الحرة التي أغدقت عليهم الكثير من المال والمعرفة بأصول وفنون البيع والشراء. ويستهل أحمد الرشيدي حديثه بالقول: «أمارس البيع مع والدي منذ أن كان عمري لا يتجاوز ثمانية أعوام، وعلى الرغم من أني لم أتجاوز الخامسة والعشرين من عمري إلا أنني اكتسبت خبرة طويلة حتى أصبحت ملما بكل مهارات وفنون البيع». وتابع: «أعتقد أن بيع الفواكه والخضروات عملية مربحة للغاية ولا تزال العمالة الوافدة هي المسيطرة على السوق، غير أن الشباب بدأوا الآن يتجاوزون ثقافة العيب ويمارسون مهنة البيع، نظرا لما توفره من أرباح جيدة»، ويضيف: «أعمل لنصف اليوم قرابة ال (12) ساعة يوميا أقسمها على فترتين صباحية ومسائية، حيث إنني متفرغ لهذه المهنة، وأتمنى أن يتجه الشباب لهذا السوق لأنه من الممكن أن يوفر لهم فرصا جيدة للدخل بدلا من أن يستسلموا للبطالة، وبالمناسبة فهذه المهنة تتضاعف أرباحها في بعض المواسم لتصل إلى أرقام لا توفرها الوظائف ولكنها بلا شك مهنة متعبة خاصة في أوقات الصيف، وتحتاج إلى بائع ذكي يعرف كيف يسوق بضاعته وصبور في الوقت نفسه»، وينهي حديثه قائلا: «بصراحة وجدنا تشجيعا كبيرا من المجتمع ودعما معنويا نتلمسه بوضوح، والفرصة الآن في متناول الشباب ليقتحموا العمل في جميع المجالات ويكسروا حاجز العيب، فلا يهم مسمى الوظيفة ما دام أنها وظيفة شريفة توفر للإنسان دخلا يغنيه عن ذل السؤال وتسول الناس، وأقول للشباب: اقتحموا هذا المجال بقوة، ولا تستسلموا للبطالة فبيع الفواكه والخضروات يحقق أرباحا أكبر مما يتخيل البعض فخوضوا التجربة ولا تترددوا». ويقول حمدان حامد: «ليست الوظيفة هي المصدر الوحيد للدخل رغم أهميتها، فالعمل على كل حال أفضل من الجلوس في البيت، ولا ينبغي على الشباب أن يستسلموا للبطالة، فهناك مجالات كثيرة من الممكن أن يخوضوها لا سيما أن بعض المجالات تسيطر عليها العمالة الوافدة، وتجني منها أرباحا طائلة لأن الشباب للأسف عازفون عن العمل فيها»، ويتابع: «لم أجد وظيفة، فاتجهت إلى ممارسة البيع منذ ثلاثة أشهر ووجدتها فرصة لأخوض غمار هذه التجربة، خاصة أنها تحقق أرباحا جيدة تتجاوز العشرة آلاف في بعض المواسم». ويقول عادل العتمي: «بالنسبة لي وجدتها فرصة لاستثمار أوقات فراغي وصقل خبراتي، خصوصا أن المهنة بحد ذاتها مربحة ومن الممكن أن توفر فرص عمل جيدة للشباب أو على الأقل توفر لهم دخلا يغنيهم عن الحاجة».