لم تعد الرياضة كرة يتقاذفها اللاعبون في عصر الهوايات، وإنما تحولت لصناعة عالمية لها شركات ومتمولون حول العالم يتهافتون على شراء أندية تخطت قيمتها السوقية مئات الملايين إلى عشرات المليارات، وباتت مؤسسات مدرجة في البورصات العالمية. يقول رئيس ال«فيفا» الذي تتجاوز ميزانية اتحاده ميزانيات بعض الدول «إن كرة القدم أكبر مشروع اقتصادي في العالم، ولا توجد شركة تحقق إيرادات أكبر مما تحققه كرة القدم العالمية». المفوضية الأوروبية أدرجت الرياضة في كتابها الأبيض عن سوق الأيدي العاملة، كونها أصبحت مصدرا هاما لفرص العمل. أما في الولاياتالمتحدة، فقد بلغ الدخل السنوي في قطاع الرياضة ضعف قطاع الصناعة وسبعة أضعاف قطاع الإنتاج السينمائي، ويحتل المرتبة الخامسة في الاقتصاد الأمريكي. إيرادات كرة القدم الأوروبية بلغت عام 2011م ما يقارب 90 مليار ريال في الوقت الذي تقدر الإحصائيات اقتصاديات كرة القدم العالمية بما يقارب تريليوني ريال. في البحرين، غطى سباق الفورميولا عام 2008م تكلفة إنشاء الحلبة بالكامل وزاد.. بعد أن بلغت عائداته 590 مليون دولار. وفي عام 2012م، بلغت إيرادات السباق 295 مليون دولار وفر من خلالها 3 آلاف فرصة عمل، وتشير الإحصائيات إلى أن هذه الحلبة أصبحت توفر للبلاد 3% من الدخل الوطني. أما قطر، فهي حكاية طويلة لا يستوعب العمود استعراض أرقامها. قليل من الدول التي مارست الاستبعاد الطوعي عن هذه الصناعة في عالم تنخرط فيه كل المجتمعات بكل فئاتها في أتون هذه الصناعة، لكن تبقى المملكة على رأس هذه القائمة، فالإمكانيات التي توفرها صناعة كرة القدم (الحالية) تقدر ب10 مليارات ريال لا يوظف منها سوى مليارين!! لا تزال البنى التحتية للرياضة (اقتصاديا) و(اجتماعيا) متخلفة عن العصر، ولا تزال مؤسساتها (الرسمية)، ممثلة بالأندية، تتسول احتياجاتها الضرورية، والسبب ضعف الهيكلة وصعوبة القرار وعدم الانفتاح على البطولات والألعاب الرياضية العالمية. والمناسبة النصر والهلال.