أيد كثير من العمال الوافدين المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل توجه اللجنة الوزارية لمتابعة ورصد وتقييم إجراءات الجهات القائمة على تصحيح الأوضاع بالمطالبة بمد مهلة التصحيح لفترة ثلاثة أشهر أخرى، تبدأ من نهابة شهر شعبان الحالي. وقالوا ل «عكاظ» إن المهلة المحددة لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة والمحددة بثلاثة أشهر ليست كافية، في ظل الأعداد الهائلة من العمال الموجودين داخل أراضي المملكة، ما ساهم في عرقلة كثير من المعاملات، ناهيك عن تهرب الكفلاء عن مكفوليهم، وترك الكرة في ملعبهم، بمعنى آخر ترك مهمة إيجاد كفيل بديل للمكفولين أنفسهم، وهو ما ساهم في حدوث عجز تام عن نقل الكثير من الكفالات، بالإضافة إلى ندرة الكفلاء، وقلة المؤسسات والشركات التي من شأنها استيعاب الأعداد الهائلة من العمال. «عكاظ» تجولت بجوار كوبري العمال الشهير، الواقع في جنوبجدة لرصد مشاكل ومشاعر العمال والتي تلخصت ما بين الرضا شبه التام، وبين الواقع المرير والمستقبل المجهول. فقال العامل حامد أمين (سوداني الجنسية المهنة في الإقامة راع) ولكنه يعمل في مهنة المقاولات ما بين دهان ومبلط وغيرها من أمور البناء «أتيت إلى المملكة منذ ما يزيد عن 30 عاما مضت بمهنة راع، وامتهنت عدة أعمال متنوعة طبعا عكس ماهو مكتوب في إقامتي. وفي السابق كانت الأمور مختلفة عن الآن وليس هناك تدقيق فيما نقوم به من مهن، وحاليا أنا في وضع لا يعلم به إلا الله ، فمن حيث العمل أصبحنا «نشحد» الزبائن لكثرة العمال والدخلاء على المهنة، والآن مع القرارات الجديدة التي تنص على تصحيح الأوضاع أصبحنا نبحث عن كفيل لكي ينتشلنا من عناء البحث عن عمل، ولكن هيهات فليس هناك بارقة أمل تلوح في الأفق فالأمر متروك للأقدار». أما العامل سعيد البرعي (44 عاما ويعمل سباكا رغم أن المهنة الأساسية في الإقامة عامل زراعي) فيقول « أتيت إلى المملكة قبل أكثر من ثمانية أعوام مضت، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل في مهنة تختلف كليا عن مهنتي المكتوبة في إقامتي فأنا أعمل سباكا وهو عملي الأساسي في مصر، ولكن البحث عن لقمة عيش شريفة تدر دخلا جيدا هو أساسي مجيئي إلى المملكة». ويضيف، الآن وبعد القرارات الحكومية والملكية بتصحيح أوضاع العمال التي أرى من وجهة نظري الشخصية أنها في صالحنا وليس عكس ما ينظر إليها البعض، فأنا وجدت كفيلا لديه مؤسسة، وبالتالي سوف أعمل لديه وليس لدي أي مشكلة، وسوف يكون لدي راتب شهري بإمكاني الصرف منه دون عناء البحث عن عمل حر في شوارع جدة. ويشاطره الرأي صديقه عبدالمنعم عبدالقادر (51 عاما) الذي قال: نعم إن القرار في صالحنا، ولكن في مثل حالتي أنا ليس لدي إقامة نظامية، وأبحث في الوقت عن الراهن عن كفيل، فأنا متواجد في المملكة منذ ما يقارب العام أتيت بتأشيرة عمرة ولم أعد إلى بلدي لقلة حيلتي، وعدم توفر وظائف في بلدي أستطيع من خلالها الصرف على أبنائي، ولكن هناك بصيص أمل بأنني سوف أجد عملا لدى مؤسسة خاصة مع أصدقائي وها أنا في انتظار الفرج. أما العامل عبدالله حسن (سوداني الجنسية) فيقول «أعمل في مجال البويات و الدهانات ولدي إقامة ومهنتي فيها تربية ماشية أو راع ولكن مهنتي الأساسية في السودان هي (معلم بويا) ، ولكني منذ أن وطئت قدماي المملكة قبل أحد عشر شهرا ماضية، عملت لدى كفيلي مدة ثلاثة أشهر، وتركته وعملت حرا طليقا، طبعا كل هذه الأحداث كانت قبيل القرارات التي صدرت مؤخرا بتصحيح أوضاعنا، والآن أنا أصبحت تائها لا أستطيع الذهاب إلى كفيلي الأساسي وعناء وتعب البحث عن كفيل بديل والحل بالنسبة إلي مجهول جدا». ولا يبتعد العامل عبدالكريم علي يحيى (يمني الجنسية 20 عاما) الذي يقول مشكلتي كبيرة وتتلخص بأنني أعمل لدى كفيل منذ أربعة أعوام مضت، وتنقلت خلال هذه المدة في كثير من مدن المملكة بدأت من حائل مرورا بالرياض والقصيم وجازان ووصولا إلى جدة، والتي أستقررت بها منذ ستة أشهر مضت، وأول عمل مارسته كان في محل بيع بطاريات للسيارات. وأما فيما يخص تأشيرة العمل التي أستقدمت من أجلها فهي في الأساس عامل زراعي، وكفيلي من حائل ولكن كفيلي تركني أسرح وأمرح دون مراقبة لأصل إلى مدينة جدة حتى يتسنى لي البحث عن عمل أسد به حاجتي الماسة للمال، وها أنا حاليا بين مطرقة البحث عن عمل وسندان البحث عن كفيل. ويضيف عبدالكريم الآن كفيلي قام بتجديد إقامتي ويقول لي (ابحث لك عن كفيل) والآن أنا مجهول لا أملك إقامة ولا أستطيع الذهاب إلى كفيلي في حائل وأنا متواجد في جدة، ويشير عبدالكريم إلى أنه قام بتزوير عمره قبيل مجيئه إلى المملكة حتى يستطيع دخول المملكة والعمل فعمره لا يسمح له العمل خارج وطنه.