تنظر الأندية إلى روزنامة الموسم القادم بأكثر من عين، فالأندية تخشى أن تقع في مطبات المواسم الماضية من خلال سوء تنسيق جدولة المباريات بما يجنبها الإرهاق الذي يعثرها في مراحل حاسمة من المنافسات، فالشواهد كثيرة، نفادي الاتحاد استغل في كأس الملك الذهنية المشتتة لناديي الهلال والفتح بعد خروج الأول من آسيا والثاني من البطولة العربية، وحقق من أمامها نتيجة إيجابية بشباب تملكتهم نشوة إثبات الذات بعيدا عن الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي عانت منها بقية الأندية. ويبقى السؤال: هل باستطاعة الاتحاد أن يستمر بنفس الرتم الشبابي السريع الموسم القادم؟ بعد أن تستعيد كل الأندية نشاطها بتغييرها العناصر الأجنبية أو الأجهزة الفنية وقيامها ببعض المسارات التصحيحية؟. مسألة أن تشارك الأندية في أربع بطولات محلية إضافة إلى مشاركة 8 منها في بطولات خارجية وتشابك الجدولة بين تأجيل هذه وتقديم تلك حسب الأهمية تارة والوطنية تارة أخرى، حتميا سنجد الإرهاق بينا على الأندية، وها هو الأهلي خير شاهد، فالموسم الفائت خسر الدوري من أمام الشباب بتعادل في الرمق الأخير من المنافسة بعد جملة من الإصابات ألمت به، وهذا الموسم كذلك ومن أمام نفس المنافس الشباب أقصي من كأس الملك من الدور نصف النهائي بعد وقوعه في نفس حفرة الإصابات بغياب كامل لمنظومة الهجوم. أربع بطولات محلية باعتبار كأس الأمير فيصل مؤثرا على مشاركة اللاعبين الشباب في الأندية مثل سلطان السوادي في الأهلي وهادي يحيى في الشباب ومحمد قاسم وعبدالرحمن الغامدي وعبدالفتاح عسيري وفهد المولد في الاتحاد.. وغيرهم، وهي بطولة دورية طيلة الموسم الكروي، إضافة إلى مسابقة الدوري العام وكأس ولي العهد التي تقام وسط المعمعة التنافسية وذروتها، وبطولة كأس الملك تكون بختام الموسم وتشارك فيها الأندية وهي منهكة من موسم طويل تخللته مشاهد الفرح والانتصار والخروج والانكسار، ودوري بطال آسيا بمشاركة أربعة أندية وهي البطولة الأهم والأصعب ونجد أن جميع الأندية توليها الاهتمام الأول فعند الفشل في هذه البطولة فما بعده لا يحمد عقباه، والبطولتان العربية والخليجية بمشاركة 4 أندية ولا تقل هاتان البطولتان أهمية عن الآسيوية للمشاركين فيها. الضغط كبير على الأندية، فالجماهير لا تعرف سوى معادلة الانتصار لترضى، ولا يعنيها أي شي آخر.. ولعل كثرة التأجيلات تضر أحيانا بالأندية، وتبعثر حساباتها في المنافسة على بطولة الدوري، فإن كانت مواعيد مباريات الدوري مجدولة بالتناسب مع جدولة دوري أبطال آسيا فلن يكون هناك من داع للتأجيلات المفاجئة التي تأتي قبيل المباراة بأيام قليلة كما حدث لنادي الاتحاد في مباراته مع الشباب الموسم قبل الماضي وما رافقها من لغط. ويجب كذلك على الأندية التي تطمح في الفوز ببطولة آسيا أن تستعد جيدا لها، وأن يكون باستطاعتها اللعب على أكثر من جبهة دونما اللجوء إلى التأجيلات التي قد تخدم الفريق المشارك آسيويا ولا تخدم الفرق الأخرى.