تحولت «عكاظ»، خلال الأشهر الماضية، إلى ورشة عمل لا تهدأ، ليس في المركز الرئيسي وحسب، بل امتدت وتيرة العمل المضني إلى مكاتبها في الداخل والخارج، لتحقيق مشروعها الحلم في الصدور من مناطق المملكة المختلفة من خلال الطباعة المتزامنة في منطقة مكة المكرمة، منطقة المدينة المنورة، منطقة الرياض، المنطقة الشرقية، منطقة عسير، منطقة نجران، منطقة جازان، منطقة الباحة، منطقة تبوك، منطقة القصيم، منطقة حائل، منطقة الجوف، منطقة الحدود الشمالية، وكافة المحافظات والمدن والقرى والهجر التابعة لهذه المناطق. وما أن بدأت الفكرة تلمع في ذهن رئيس التحرير، بضرورة تحول الحلم إلى واقع ينفذ على الفور، حتى وجه بتشكيل خمس فرق عمل من جهاز تحرير «عكاظ» تعمل على النحو التالي: فريق عمل طبعة المناطق الجنوبية «عسير جازان نجران الباحة»، والشمال «تبوك». فريق عمل طبعة المدينة المنورة والطائف. فريق عمل طبعة مكة المكرمة وجدة. فريق عمل طبعة منطقة الرياض ومناطق «القصيم حائل الحدود الشماليةالجوف». فريق عمل طبعة المنطقة الشرقية والمحافظات التابعة لها «الدمامالخبرالظهرانالقطيف الأحساء الجبيل بقيق الخفجيحفر الباطن النعيرية رأس تنورة». ترفدها كافة الطاقة البشرية في مكاتب «عكاظ» في الداخل والخارج، وتساندها قطاعات مؤسسة «عكاظ» المختلفة في التسويق والترويج والإعلانات والمطابع الصحفية في المركز الرئيسي والفروع في مختلف مناطق المملكة. ولم يستغرقهم الأمر طويلا حتى بدأت الأفكار تتوالى، وتتحول في زمن قياسي إلى مشاريع عمل تنطلق من المكتب الرئيسي في جدة، عبر اجتماعات يومية على مدار الساعة، يترأسها رئيس التحرير صباحا وظهرا وعصرا وحتى في المساء. كل هذه الاجتماعات التي تركزت خلال الشهر المنصرم على تحديد ملامح التطوير المقبل الذي ستحمل الطباعة المتزامنة «عكاظ المتجددة» بطبعاتها الخمس إلى قراء هذه المناطق، والذي استقر رأي الجميع على أن تترك خيارات تحديد توجهات ومواضيع وتبويب الصفحات لقراء «عكاظ»، المستهدف الأساسي لكل كلمة فيها ليختاروها بأنفسهم. استفتاء القراء تم تصميم استبيان موجه إلى قراء الصحيفة في كل مناطق المملكة، بكافة فئاتهم العمرية من الجنسين، لتحديد ماذا يريدون أن يكون عليه شكل «عكاظ» المستقبل؟ وما المشكلات التي يعانونها مع «عكاظ» الحالية؟ لتلافيها وتجديد محتواها بما يتسق مع توجهاتهم وتطلعاتهم. وجاءت غالبية مقترحات وآراء القراء قريبة من بعضها في مختلف مناطق المملكة، حيث استقر رأي الأغلبية على ضرورة الطباعة المتزامنة، والصدور من المناطق الرئيسية، والتوزيع المبكر على مدنها الرئيسية والمحافظات والقرى التابعة لها، وبارك الجميع هذه الخطوة وتم إقرارها على الفور. وأجمع كل من شملهم استفتاء «عكاظ» على رغبتهم في أن تصلهم في مناطقهم طبعات محدثة وليس الطبعة الأولى، وبخاصة في المناطق البعيدة عن المركز الرئيسي، وعلى ضرورة زيادة جرعات الصفحات الموجهة لمناطقهم وتتناول اهتماماتهم وشؤونهم بتوسع، من خلال تخصيص صفحات للجولات الميدانية وكشف المستور في كل المناطق، ومواجهة المسؤولين فيها بشفافية وموضوعية، والاتجاه إلى فئة الشباب من خلال تخصيص صفحات تخاطبهم وتراعي اهتماماتهم وتناقش همومهم وتجيب عن أسئلتهم، وتخصيص صفحات للمرأة تعنى بشؤونها كافة، فكانت الطبعات الخمس التي ستصل مع شروق شمس كل صباح دونما تأخير بإذن الله تعالى إلى كافة مناطق المملكة بلا استثناء، من خلال طبعات في المركز الرئيسي موجهة إلى منطقة مكة المكرمة وجدة والمناطق التابعة لها، وثانية موجهة إلى منطقة المدينة المنورة والطائف وما حولهما، وثلاث طبعات جديدة، واحدة تصدر من الرياض، وأخرى من الجنوب، وثالثة من المنطقة الشرقية.a اختبار الطباعة وبعد أن استقرت لدى الجميع القناعة بمقترحات قرائنا، وجه رئيس التحرير بتصميم طبعات هذه المناطق، وإرسال فريق عمل لاختبار الطباعة في المناطق، وقياس عوامل الزمن الذي يستغرقه الإرسال من المركز الرئيسي حتى استلامه من المطابع في المناطق وزمن الطباعة. وتوجه الزميلان محمد تركستاني مدير التحرير لشؤون الإنتاج، والزميل عادل الحربي المشرف الفني لطبعتي الرياض والشرقية، إلى مطابع الشركة السعودية للأبحاث في الرياض وفي المنطقة الشرقية، وتمت التجربة واختيار نوعية الورق والأحبار وتحديد عوامل الزمن والسعات التخزينية.. وغيرها من متعلقات الطباعة التي ستضمن عدم تأخر وصول الصحيفة إلى يد القارئ في الصباح الباكر وفي كافة المناطق، متضمنة كافة الأخبار والأعمال الصحافية المصنوعة المواكبة للأحداث لحظة بلحظة. اللحظات الحاسمة وبعد التأكد من سير العمليات الطباعية على الوجه الأكمل، دخلت كل فرق العمل سباق اللحظات الحاسمة، الجميع يحضر للصحيفة في الصباح الباكر ولا يغادرونها إلا في المساء، وكذلك هو الحال في كل المكاتب الداخلية في مختلف مناطق المملكة. وبدأ تدفق المواد التحريرية بكثافة عالية، وبدأت معها عمليات الفرز والمفاضلة والصياغة والتصحيح والمراجعة ورسم وتنفيذ الصفحات لخمس صحف مستقلة تقريبا، وليس لصحيفة واحدة، ورغم الضغط الكبير سارت الأمور بسلاسة متناهية نتيجة التنظيم الجيد والتخطيط السليم، والهمة العالية لتحقيق الهدف الكبير الذي عمل الجميع على تحقيقه بإخلاص منقطع النظير، وبتحد لا سقف لطموحه إلا رؤيته ماثلا أمامهم على أرض الواقع عملا كبيرا يليق بتطلعات قارئ «عكاظ» ومهنية كل العاملين فيها، فكان هذا العمل الكبير الذي سترونه غدا بإذن الله.
