أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن حفظ السر أمر عظيم، لافتا إلى أن السر الذي فيه مصلحة للفرد والجماعة يجب كتمه وعدم إفشائه. وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس: «مما يؤسف له أن البعض ممن ينتسب للإسلام هم أعداء للأمة يعيشون بيننا وهم أعداء لنا، أولئك الذين جعلوا نفوسهم مطايا لأعداء الله يفشون أسرار الأمة ويخططون لهم ما يضر الأمة في حاضرها ومستقبلها». وأضاف «هذا الذنب العظيم إنما يصدر من فاقد الإيمان، أما من في قلبه إيمان حق لا يرضى أن يكون عدوا لأمته وعونا لأعدائه بل خصما للأعداء محافظا على الأمة وأسرارها وما يتعلق بأسرارها أمنيا واقتصاديا وغير ذلك، ويسعى في نشر الخير، حريصا على حفظ شأنها، أما أن يكون مع أعداء الأمة الذين يكيدون المكائد فذلك دليل قلة الإيمان». وشدد آل الشيخ، في خطبته، على ضرورة أن يكون المسلم عونا للأمة في أمورها كلها وتخطيط مصالحها أمنيا واقتصاديا وإعلاميا وتعليميا، أما من خطط سوى ذلك فليعلم أن ذلك دليل فقدان الإيمان، مضيفا «نحن بحاجة للتلاحم ووحدة الصف واجتماع الكلمة ومواجهة الأعداء الذين يريدون خراب شؤون الأمة وبث الفرقة والعداوة والبغضاء فيها». من جهة أخرى، أوضح سماحة المفتي العام أن إنكار المنكر لا يكون بالمظاهرات والفوضويات. وقال، في تعليق على ندوة في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض البارحة الأولى بعنوان «فضل الوقف على سبل الخير»: «المنكر يغير بالطريقة الشرعية انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)». وبين أن «الفوضى والمظاهرات نتائجها عكسية وأضرارها متحققة ومنافعها مشكوكة أو معدومة؛ لأن هناك من يندس بينهم ممن لا خير فيه ويريد الشر والبلاء، فالمظاهرات لا خير فيها ولا يمكن أن تبرر، وكلها شر محض».