في طريقي إلى منزل الأسرة الأفغانية المكلومة التي فقدت ثلاثة من أطفالها في حفرة للمياه الجوفية في حي العتيبية، كانت ثمة أسئلة تقفز من رأسي عن إهمال المقاولين في ردم الحفر وعن والدة الضحايا الثلاث الذين ذهبوا في غضة عين وانتقلوا إلى الضفة الأخرى مخلفين وراءهم الحزن والفجيعة لأسرتهم خاصة أن أسرة الأطفال دعت المقاول إلى دفن الحفرة، غير أنه سد أذنا من طين وأخرى من عجين أيضا وفقا لأقوال أسرة الأطفال الضحايا. أوقفت السيارة بجوار منزل الأسرة، وكان ثمة حزن يفرض نفسه في ملامح المتواجدين أمام بوابة المنزل، فيما كانت ألسنة حالهم تترحم على الراحلين. وأوضح شفقة علي عم الأطفال عن حزنه العميق لرحيلهم المأساوي، موضحا أن المقاول أهمل الحفرة وتركها بدون حواجز ما جعلها تصطاد أبناء أخيه، لافتا إلى أنهم يطالبون بالحق الشرعي وأخذ الدية الشرعية من المتسبب الأول في وقوع الحادثة بعد أن أهمل الحفرة التي وضعت لإنشاء إحدى العمائر السكنية. وأضاف أن الحفرة ظلت تتربص بالمارة منذ ثلاثة أشهر حتى تجمعت المياه الجوفية داخلها ووصل عمقها إلى 10 أمتار. وتساءل عم الأطفال أن الأطفال كانوا في الصباح الباكر في مدارسهم وبعد عوتهم تجهزوا للذهاب إلى مدرسة تحفيظ القرآن عصرا وبعد أن عادوا إلى المنزل خرجوا لأداء صلاة المغرب ولكن لم يعودوا، وقال تم انتظارهم لفترة طويلة وبعدها خرجنا إلى الشارع بحثا عنهم ولكن فوجئنا بوجود شاحنات الدفاع المدني والهلال الأحمر والشرطة ولم نتوقع أن الضحايا هم أبناؤنا. وببراءة الأطفال أوضح الطفل عبدالرحمن الذي كتب له عمر جديد أنه ظل يصرخ حتى رآه أحد المارة وقام بسحبه وإخراجه من الحفرة ولكن لم تفلح محاولاته في إخراج إخوته الثلاثة. وأفاد أنه لن ينسى مشهد أشقائه وهم يغرقون أمام عينيه بعد أن كان هو المهدد بالغرق، مشيرا إلى أنه لم يستطع النوم طوال الليل بسبب بكائه الحاد. من جهته أكد مصدر مسؤول من إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة أن ملف الحادثة تم تحويله إلى شرطة العاصمة المقدسة لاستكمال الإجراءات اللازمة. وفي موازاة ذلك أوضح رئيس بلدية العتيبية الفرعية المهندس أنور نور الهيانة أنه تم إشعار المقاول بردم الحفرة وشفط المياه وعندما لم يتجاوب تم أخذ تعهد خطي منه بردم الحفرة، مؤكدا أنه يلتزم باشتراطات البلدية. لا شبهة جنائية حاتم المسعودي (مكةالمكرمة) بينت التحقيقات الأولية عدم وجود شبهة جنائية حيال الأحداث الذين لقوا حتفهم غرقا أمس الأول، فيما أوضح الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان بأنه تمت إحالة ملف القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام ممثلة بدائرة الاعتداء على النفس بحكم الاختصاص.