تعاني بعض الأسر والعائلات في جازان من مشكلة تداخل الهويات والجنسيات وما تفرزه من اشكاليات على مستوى المعيشة والتعليم والعلاج والسكن وخلافها، فضلا عن مصاعب التنقل بسبب عدم وجود هوية تثبث شخصياتهم. وكثير من تلك الحالات نتجت عن زواج المواطنات برجال غير سعوديين تحت ظروف مختلفة تبعا لكل حالة. تقول مريم سعودية الجنسية في العقد الرابع من عمرها انها تزوجت برجل اجنبي من الجنسية اليمنية ولسبب ظروف المعيشة ومصاعبها لم يستطع الزوج دفع تكاليف الزواج. وتضيف ان المصاعب تمثلت في عدم قدرة العريس وقتها في سداد تكاليف الزواج وتبعاته مثل المهر وخلافه وبادر أهل الخير والاحسان باعانته ومساعدته في تحمل تكاليف ونفقات الزواج. وبعد فترة من الزواج رزقت مريم بتسعة من الذكور والاناث وبرغم تزايد الاعباء المعيشية على زوجها حاولت ضم ابناءها وبناتها الى بطاقتها الوطنية وتقدمت بطلب الى الاحوال المدنية لكن مشاكل اخرى واجهتها . إصحاح وضع الزوج أولى المصاعب كما تقول مريم تمثلت في تعثر محاولاتها اصحاح وضع زوجها الاجنبي وتقول انها تعيش في ظروف بالغة التعقيد بسبب تعليم الابناء والبنات لعدم حملهم اثباب شخصية . وتضيف ان محاولاتها ضم الابناء والبنات تعثرت عبر البرنامج الالكتروني الذي لا يتعامل الا مع السجل المدني . وتناشد مريم جهات الاختصاص بحل اشكاليتها بضم اولادها وبناتها الى جنسيتها واصحاح الوضع النظامي لزوجها الذي بلغ من العمر عتيا . ويلتقط الزوج ابراهيم طرف الحديث ويضيف انه يعيش مع اسرته الكبيرة في منزل متواضع الحال يتكون من غرفة ومطبخ ودورة مياه واحدة والمنزل بحالته الراهنة لا يكفي حتى للنوم او الجلوس. ولا دخل مادي لهم غير ما يجود به أهل البر والإحسان في المنطقة من الملابس والمواد الغذائية اللازمة . ويضيف العم ابراهيم انه مل من مراجعات الاحوال المدنية ويتكبد مبالغ كبيرة شهريا نظير التنقل بين احد المسارحة حيث يقطن الى جازان . ويأمل العم ابراهيم تصحيح اوضاعه مع ابنائه وبناته التسعة. علي واخوانه الاربعة محمد علي واخوانه الاربعة من ام سعودية لكن ظروف الحياة، كما يقول صرفته عن استخراج بطاقة الاحوال الشخصية. و قال ان والدهم رحل عن الدنيا وهم في ميعة الصبا فعاشوا جميعا تحت رعاية وكنف والدتهم السعودية التي تعبت وقاست في الحياة كي تربيهم وتعتني بهم حتى كبروا وتزوجوا من اجنبيات غير سعوديات. ويقول محمد علي انه يأمل في الحصول على الهوية السعودية مشيرا الى انه تقدم بأوراقه الى الأحوال المدنية في صامطة في انتظار تحقق الحلم والأمل ويقول انه واخوته يتنقلون من مكان الى اخر بواسطة اوراق تنقل داخل منطقة جازان وليس في مقدورهم مغادرة جازان . ويضيف محمد علي ان لديه عشرة من البنين والبنات وقد بلغ من السنة 50 عاما وكل افراد عائلته بلا اوراق رسمية ويعاني مثل غيره من ضيق العيش وضيق المنزل المكون من غرفة واحدة ودخله لا يكاد يكفي الحاجات الاساسية . واضاف انه يعمل في مشروع للمياه انشأه فاعل خير ومعظم ابنائه عانوا من مشاكل في التعليم والالتحاق بالمدارس وفي الفترة الاخيرة وافقت إدارة تعليم جازان على قبولهم مؤقتا لحين استكمال هوياتهم . ويرى محمد ان هناك تعقيدات كبيرة تواجه الاسرة في الحصول على بطاقة الاحوال فقال انه ظل يراجع الاحوال أكثر من عشر سنوات وفي كل مرة يواجهونه بالرد المحفوظ ( تعال بكرة ان شاء الله ) وعندما يأتي ياخد موعدا جديدا في اليوم التالي. الحياة بلا هوية يقول أخوه احمد انه ظل يراجع الاحوال المدنية بين كل فترة وأخرى دون جدوى او فائدة ويضيف انه تزوج بإمرأة اجنبية مبررا خطوته بقلة المال وغلاء المهور ويضيف انه يريد تصحيح وضعه ووضع زوجته الاجنبية . أما عبدالله فقد تزوج بسعودية ولديه تصريح ومعامله في الاحوال المدنية للحصول على الهوية الوطنية ويقول (الحياة صعبة دون عمل مع غلاء الاسعار وقلة الدخل) نامل واخوتي انهاء اجراءتنا ومنحنا الهوية الوطنية . الاحوال : تأخرتم في المراجعة العديد من الاسر في المنطقة تعاني من ذات الاشكالية الامر الذي يستدعي البحث عن حلول عاجلة في ظل ظروفهم الصعبة ومعاناتهم مع التعليم والصحة والتوظيف والتنقل وخلافها ويذكر مصدر مسؤول في احوال جازان ان الاحوال تعمل على قدم وساق لانهاء اجراءات مثل هؤلاء الاشخاص لكن بعضهم يتأخر في المراجعات وبعضهم اوراقهم غير مكتملة ما يؤدي في نهاية الأمر الى تاخير الاجراءات.