يتسلل المبتعثون في المملكة المتحدة إلى أكاديمية مانشستر سيتي، ويحولونها إلى مكان لتجمعاتهم نهاية كل أسبوع، يمارسون داخلها رياضتي كرة القدم والطائرة، ويتنقلون بين صالاتها للعب البلياردو وتنس الطاولة، بل يختارون غرفا مغلقة يصحبون معهم إليها شنطا في أحشائها ال«بلاي ستيشن». فعند غروب شمس يوم الجمعة، كل أسبوع، يبدأ هاني أوزبك الطالب في مرحلة الدكتوراة بجامعة مانشستر بإطلاق رسائل الدعوة للطلاب المبتعثين في المدينة، ويسانده فايز البلوي في دور المنسق العام بين طلاب المعاهد وجامعات سالفورد ومانشستر ومانشستر بوليتان، حيث يتحدد برنامج «الويك إند» الذي يقام داخل أكاديمية مانشستر سيتي. ويؤكد أوزبك أن ممارسة الأنشطة بصورة منظمة أفضل وسيلة لشغل أوقات الفراغ في إجازة نهاية الأسبوع، فضلا عن تعزيز التواصل بين المبتعثين، واستفادة الطلاب المستجدين من خلال السماع لتجارب المبتعثين الذين سبقوهم، مشيرا إلى أن جدولة الأنشطة يضمن عدم تأثير هذه الاجتماعات وممارسة الرياضة على الدراسة، بحكم إقامتها مرة واحدة كل أسبوع. في المقابل، يتولى محمد أبو بكر باقادر الطالب في مرحلة الدكتوراة بجامعة مانشستر مسؤولية الإعداد لإقامة منافسات كرة الطائرة، باعتبارها عشقه الرياضي الأول على حد وصفه. ويقول إن الإعداد والتجهيز لإقامة الأنشطة وتنظيمها يستهلك وقتا وجهدا، على حساب أوقاتنا وأوقات أسرنا، لكننا نضحي بذلك من أجل تحقيق الفائدة للطلاب، موضحا أن الظرف الذي تتوقف فيه كل هذه البرامج الترويحية والاجتماعية يكمن في الإجازات السنوية، وأثناء الاختبارات. إلى ذلك، تتسع دائرة الأنشطة بحسب ميول المبتعثين ورغباتهم إذ لا تتوقف عند الملاعب العشبية أو الصالات الرياضية المغلقة، بل تتجاوز إلى لعب البلياردو وألعاب التلفزيون «بلاي ستيشن»، وهذا ما يشير إليه الطلاب يحيى الحويطي، محمد البناقي، وفيصل خالد، إذ يرون أن هذه الألعاب تساعد الطالب في استعادة نشاطه بعد أسبوع حافل بالدراسة والمذاكرة. جرس إنذار يترقب جميع المبتعثين في أنحاء العالم ما أشيع من أنباء حول زيادة المكافآت. مع بداية كل سنة ميلادية يصطدم الكثير من المبتعثين مع مكتب الطيران المكلف بحجوزاتهم، ويتهمونه بالتسبب في تأخير رحلات العودة بعدم الرد عليهم. يرصد المبتعثون ملاحظاتهم على بعض الملحقين الثقافيين ويقولون إنهم يمنحون متعاقدين «غير سعوديين» صلاحيات مطلقة، ويولونهم تدبير ملفات مهمة للطلاب.