يطوي العام 2012 بعد ساعات صفحته الأخيرة محملا بحصاد رياضي مميز ويسدل ستار جملة من التحديات والإنجازات التي حققها مشاهير الكرة في العالم، إذ حفل بكثير من المفارقات وشهد ميلاد نجوم جدد وتألق آخرين وتحطمت عدة أرقام قياسية خلالها، كما أماط اللثام عن مجموعة من الفضائح ذات العيار الثقيل التي عصفت بعدة رؤوس وكلفت الكثيرين ثمنا باهظا، وأعاد بعض الفرق التاريخية إلى الواجهة بعد غياب سنوات طويلة فيما تباينت أخرى فيما قدمت من أول العام حتى آخره، وفيما يلي أبرز الأحداث التي شهدتها هذه السنة: سطوة الأساطير خلال العام الحالي أعاد الرياضيون الأربعة السباح الأمريكي مايكل فيلبس والعداء الجامايكي أوسين بولت ولاعب كرة القدم ليونيل ميسي ولاعب المضرب فيدرر كتابة سجل الأرقام القياسية الأولمبية من جديد خلال المسابقات الأوروبية ودورة الألعاب الأولمبية التي احتضنتها لندن 2012، حيث كانت ذهبيات فيلبس الأربع وفضيتاه التي أحرزها في لندن كافية ليصبح أكثر الرياضيين الأولمبيين نجاحا في التاريخ برصيد 18 ذهبية وفضيتين وبرونزيتين، رغم فشله في معادلة إنجاز أولمبياد بكين 2008 عندما أحرز ثماني ذهبيات. فيما حقق النجم الجامايكي بولت إنجازا غير مسبوق بتكرار ثلاثيته في المسافات القصيرة من أولمبياد بكين 2008 عندما أحرز ذهبية سباقات مئة متر و200 متر والتتابع 4 100 متر ليدعم مكانته في سباقات العدو ويصبح الأسرع في التاريخ. بينما حطم ميسي الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في عام واحد متجاوزا مولر حين سجل 92 هدفا، كما أصبح خلال العام الهداف التاريخي لبرشلونة وتخطى في نوفمبر الماضي رقم الجوهرة البرازيلية، بيليه، الذي سجل 75 هدفا في عام 1958 مع فريقه سانتوس ومنتخب السيليساو. وسجل النجم الأرجنتيني في هذا العام 59 هدفا في بطولة الدوري الإسباني (في 36 مباراة) و13 مع التانجو (في 11 مباراة) و12 في دوري الأبطال وخمسة في الكأس واثنين في كأس السوبر. فيما رفع النجم السويسري روجيه فيدرر رصيده من ألقاب بطولات الجراند سلام إلى 17 لقبا من خلال إحرازه لقب بطولة ويمبلدون كما تفوق على النجم الأمريكي المعتزل بيت سامبراس بإعتلائه قمة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين لإجمالي 302 أسبوع. أبطال العام تألقت مجموعة من المنتخبات والأندية هذا العام عالميا وفرضت نفسها بقوة إذ حقق المنتخب الإسباني لقب يورو 2012 بعد أداء مذهل تمكن خلاله من الإطاحة بمنتخبات عريقة على رأسها إيطاليا في نهائي المسابقة برباعية مذلة خدشت تاريخ الأزوري، وهي ثالث لقب لبطولة كبيرة على التوالي يحققها من خلال بطولتي الأمم الأوروبية ومونديال جنوب أفريقيا. بينما أحرز كورنثيانز البرازيلي لقب كأس العالم للأندية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه على تشيلسي الإنجليزي المباراة النهائية بهدف وحيد سجله اللاعب باولو جيريرو. بينما أحرز تشيلسي لقب دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ الألماني بضربات الجزاء الترجيحية وعلى ملعب «أليانز أرينا» بميونيخ، فيما جاء كإهانة أخيرة لبايرن بالموسم الماضي بعدما خسر لقب الدوري الألماني لمصلحة بوروسيا دورتموند وخسر نهائي كأس ألمانيا أمام الفريق نفسه. فيما حصد أتليكو مدريد لقب الدور الأوروبي مع مواطنه بلباو وتوج أيضا ببطولة السوبر الأوروبي أواخر العام. ومحليا حقق ريال مدريد لقب الدوري الإسباني «الليغا» وحصد يوفنتوس الإيطالي لقب الكالتشيو بعد غياب، حيث عادا من رحم المعاناة ليهيمنا على المسابقة المحلية ويحققا العديد من الألقاب لكن الأول أفل نجومه أواخر العام وبات يصارع على مراكز المقدمة. بينما أحرز مانشستر سيتي لقب البريمرليغ بشكل دراماتيكي بعد صراع بلغ أقصى درجاته في الرمق الأخير من الموسم مع غريمة يونايتد وحصد ثمرة الإنفاق بطعم خاص. الفضائح والصراعات كان هذا العام مخيبا لعشاق الكرة على مستوى نزاهة العمل في الفيفا إذ كشف عن وثائق تثبت تورط رئيسه السابق البرازيلي جواو هافيلانج والرئيس السابق لاتحاد الكرة البرازيلي ريكاردو تيشيرا وتتعلق بتلقيهما رشاوى بالملايين من إحدى شركات التسويق السويسرية. والكشف عن فضيحة رشاوى شركات التسويق السويسرية قبل إفلاسها عام 2001 بمقدار 13 مليون دولار طالت رئيس اتحاد الكرة البرازيلي خلال الفترة بين عامى 1992 و1997، مقابل عدم الكشف فى التحقيقات عن أسباب انهيار الشركة الراجع إلى سوء الإدارة. كما أن الصراع بين همام وبلاتر وما شابه من فضائح وتهم كان حاضرا بقوة في المشهد الرياضي. وبرز الدراج آرمسترونج بفضيحة تعاطي المنشطات حيث جرد من ألقابه السبعة في سباق فرنسا للدراجات وعوقب بالإيقاف مدى الحياة بعدما صدق اتحاد اللعبة على القرار. وأطلت فضيحة «كالتشوسكوميسي» برأسها من جديد حين قررت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الإيطالي لكرة القدم إيقاف مدرب يوفنتوس انتونيو كونتي لعشرة أشهر لاتهامه بالتورط في فضيحة التلاعب بالنتائج قبل تخفيضها لاحقا، فيما أفلت مدافع «السيدة العجوز» ليوناردو بونوتشي من العقاب رغم أن الادعاء العام كان قد طالب بإيقافه لثلاثة أعوام وستة أشهر ما كان قد يقضي على مسيرته. ووجهت إلى كونتي تهمة إخفاء معلومات عن التلاعب بمباراتين لسيينا مع فريقي نوفاري والبينوليفيه من الدرجة الثانية في موسم 2010 2011 حين كان يتولى تدريب هذا الفريق، وقد طالب المدعي العام في اللجنة التأديبية ستيفانو بالاتزي بإيقافه لعام وثلاثة أشهر، وعاد كونتيه لتولي المهمة قبل أن ينتهي العام بعد تجميد شهرين. الأفضل والأبرز بينما انحصر الصراع على أفضل لاعب في العالم بين ميسي وانيستا ورونالدو فإن جوائز العام للقارات الرياضية كانت حافلة بالإنجازات، حيث حصد نجم برشلونة الإسباني أندريه أنيستا جائزة أفضل لاعب أوروبي متفوقا على الثلاثي في جوائز اليوفا، بينما فاز الكوري الجنوبي لي كيون هو لاعب فريق «أولسان هيونداي» بجائزة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأفضل لاعب في آسيا عام 2012، واقتنص الإيفواري يايا توريه، لاعب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، لقب أفضل لاعب أفريقي لعام 2012، للعام الثاني على التوالي، فيما حصل لاعب الأهلي المصري، محمد أبو تريكة، على لقب أفضل لاعب داخل القارة السمراء. حصيلة الأولمبياد تميز هذا العام بوجود أولمبياد لندن المثير خلال النصف الأول منه وتحققت أرقام قياسية جديدة للبلد المضيف عندما تفوق الفريق البريطاني أمام جماهير بلاده المتحمسة بمجرد إحراز ويجينز لذهبية التسابق عكس عقارب الساعة؛ لتجمع بريطانيا إجمالي 29 ذهبية و17 فضية و19 برونزية في أولمبياد لندن الذي فازت الولاياتالمتحدة بالمركز الأول فيه برصيد 46 ذهبية و29 فضية و29 برونزية. فيما وصف جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أولمبياد لندن بأنه «ألعاب سعيدة ومتألقة». وشهد أولمبياد لندن العديد من اللحظات المميزة الأخرى عندما أحرز العداء البريطاني مو فرح ذهبيتين في سباقين للمسافات الطويلة وحطم العداء ديفيد روديشا الزمن القياسي العالمي لسباق 800 متر بدون جهاز تحديد لسرعة الانطلاق إلى جانب فوز السباحة الأمريكية الصاعدة ميسي فرانكلين بأربع ذهبيات وإحراز بن آينسلي ذهبيته الأولمبية الرابعة على التوالي في مسابقات الشراع في إنجاز غير مسبوق وأخيرا الظهور الأولمبي الأول للعداء الجنوب أفريقي مبتور الساقين أوسكار بيستوريوس «العداء الشفرة». بطولات الجراند سلام حصيلة الكرة الصفراء كانت مختلفة ومميزة حيث وزعت ألقاب بطولات الجراند سلام الأربع بالتساوي حيث أحرز الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي اختتم موسم 2012 على قمة التصنيف العالمي لقب أستراليا المفتوحة وسجل الإسباني رافاييل نادال رقما قياسيا جديدا بإحراز لقب فرنسا المفتوحة للمرة السابعة، أما البريطاني آندي موراي فقد أحرز لقب الجراند سلام الأول بمشواره الرياضي بالفوز بلقب أمريكا المفتوحة، فيما حصد فيدرر لقب ويمبلدون على حساب موراي. بينما أحرزت الأمريكية سيرينا ويليامز لقبي ويمبلدون وأمريكا المفتوحة إلى جانب ذهبية أولمبياد لندن ولقب البطولة الختامية لموسم السيدات، ومع ذلك فقد اختتمت البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا الموسم متربعة على قمة التصنيف العالمي للسيدات بفضل إحرازها لقب أستراليا المفتوحة في بداية العام، فيما حصدت ماريا شاربوفا لقب فرنسا المفتوحة للتنس للمرة الأولى في تاريخها وخسرت نهائي ويمبلدون أمام ويليامز. التزلج عادلت بطلة التزلج الأمريكية ليندسي فون الرقم القياسي العالمي في عدد مرات الفوز بلقب بطولة كأس العالم برصيد 4 ألقاب وباتت قريبة من معادلة الرقم القياسي لإجمالي رصيد ألقاب السباقات البالغ 62 لقبا والمسجل باسم النمساوية آن ماري موزر برويل. اعتزالات وتوقف شهد العام اعتزال اسطورتين رياضيتين هما السباح الأمريكي مايكل فيلبس وسائق الفورمولا واحد الألماني ميكايل شوماخر، والأخير هو بطل العالم سبع مرات واكتفى بالمركز ال13 المخيب في ترتيب السائقين في بطولة العالم. في السباحة أيضا، وضعت الأسترالية ليسل جونز (27 عاما) حدا لمسيرتها بعد فوزها بثلاث ذهبيات أولمبية، وفي عالم التزلج اعتزلت السويدية انا بيرسون (30 عاما) المتوجة في 5 فئات أولمبية ضمن كأس العالم، وحاملة 6 ميداليات أولمبية بينها ذهبية التعرج في 2006. السويسري ديدييه كوش أعلن اعتزاله عن عمر ال37، بعد 21 فوزا في كأس العالم، وفضية أولمبية، علما بأنه الوحيد الذي أحرز لقب الانحدار المرموق في كيتسبول 5 مرات. في كرة القدم، الأوكراني اندريه شيفتشنكو (35 عاما)، أفضل لاعب في أوروبا عام 2004، ترك الرياضة ليخصص وقته للسياسة. بطل أوروبا 2003 مع ميلان الإيطالي أنهى مسيرته مع نادي القلب دينامو كييف حيث أحرز لقب الدوري الأوكراني 5 مرات. سجل «شيفا» 48 هدفا في 111 مباراة دولية. سول كامبل المدافع الإنجليزي العملاق توقف عن عمر 37 عاما، بعد 73 مباراة دولية وبطولتين في الدوري الإنجليزي لكرة القدم مع ارسنال (2002 و2004). الهولندي رود فان نيستلروي (35 عاما) توقف بعد مسيرة مهيبة لمدة 20 عاما تألق خلالها مع ايندهوفن ومانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني. أحرز لقب الهداف في 3 دوريات مختلفة (هولندا وإنجلترا وإسبانيا). هو ثاني أفضل هداف في دوري أبطال أوروبا (60 هدفا) وراء الإسباني راوول غونزاليس (77 هدفا)، لكنه لم يحقق أي شيء في 70 مباراة دولية مع بلاده. سيلفان ويلتورد (38 عاما)، بطل العالم مع منتخب فرنسا، وضع حدا لمسيرته في موسم أخير مع نانت. سجل 26 هدفا في 92 مباراة دولية وأحرز لقب الدوري الفرنسي 4 مرات مع بوردو وليون والدوري الإنجليزي مرتين مع أرسنال. الظهير البرازيلي روبرتو كارلوس (39 عاما) خاض موسمه الأخير مع انجي ماخاشكالا الروسي، بعد 125 مباراة دولية مع منتخب البرازيل أحرز خلالها مونديال 2002 ولقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات مع ريال مدريد الإسباني. قائد منتخب ألمانيا السابق ميكايل بالاك (36 عاما) توقف بعد 42 هدفا في 98 مباراة دولية مع «ناسيونال مانشافت». أفضل لاعب ألماني مطلع الألفية الثالثة تألق مع كايزرسلاوترن وباير ليفركوزن وبايرن ميونيخ وتشلسي الإنجليزي. مآسٍ ورحيل شهد العام مجموعة من الأحداث المأساوية والحزينة تصدرها حادث ما عرف بمجزرة بورسعيد التي ذهب ضحيتها 72 مشجعا من أنصار الأهلي المصري والتي جمدت النشاط الرياضي في مصر، فيما كان مشهد رحيل لاعب ديبرتيوفو لاكرونيا بييرماريو موروسيني في المعلب واحد من أكثر المشاهد تأثيرا هذا الموسم، كما غيب الموت مجموعة من أهم النجوم بينهم أسطورة التدريب المصري محمود الجوهري ونجم فريق شتاباك النرويجي تور ماريوس جرومشتاد وفقدت أفريقيا النجم السنغالي جول بوكاندي، هداف الدوري الفرنسي لكرة القدم 1986، عن عمر 54 عاما إثر عملية جراحية. انجيلو داندي، مدرب الملاكم محمد علي كلاي لعقدين، انطفأت شمعته في فلوريدا عن 90 عاما عمل خلالها مع 15 بطلا للعالم بينهم شوغار راي ليونارد وجورج فورمان. البولندي فلودزيميرز سمولاريك (60 مباراة دولية)، ثالث مونديال 1982، رحل عن 54 عاما. الإيطالي جورجو شيناغليا، الذي قاد لاتسيو روما إلى لقبه الاول في بطولة إيطاليا عام 1974، رحل في فلوريدا عن 65 عاما بسبب أزمة قلبية. وتوفي المبارز الإيطالي ادواردو مانجاروتي، الرياضي الإيطالي الأكثر تتويجا في الألعاب الأولمبية مع 13 ميدالية (6 ذهبيات و5 فضيات وبرونزيتان)، في ميلانو. أحرز لقبه الأولمبي الأول في السابعة عشرة عام 1936 في برلين. اعتبر الكوبي تيوفيلو ستيفنسون أفضل ملاكم لدى الهواة في التاريخ إذ أحرز 3 ألقاب أولمبية على التوالي أعوام 1972 و1976 و1980، لكنه توفي عن 60 عاما بعد أزمة قلبية. رفض ترك البلاد وبقي وفيا للثورة الكوبية. والملاكم البورتوريكي هكتور «ماتشو» كاماتشو فارق الحياة بعد ثلاثة أيام على إصابته بطلق ناري في رأسه. واجه بطل العالم في ثلاث فئات، روبرتو دوران واوسكار دي لا هويا وخوليو سيزار تشافيز وشوغار راي ليونارد وفليكس ترينيداد.
