يسقط عدد كبير من الضحايا بسبب السيول فنصاب بفوبيا الأمطار، تقتل طفلة بريئة على يد خادمة آسيوية فنصاب بفوبيا الخادمات، تنفجر شاحنة غاز في منتصف الطريق مخلفة العديد من القتلى والمصابين فنصاب بفوبيا الشاحنات، وهكذا نخرج من فوبيا لندخل فوبيا أخرى بقلوب مدربة على الهلع وهمم أضعف من أن تصنع الحلول !. الحوادث والكوارث تحدث في كل مكان، في اليابان وفي الكونغو، والفرق بين مكان وآخر هو قدرة الدولة والمجتمع والمؤسسات والأفراد في التعامل مع الكارثة، ثمة شعوب متقدمة تراجع بشكل دائم استعداداتها للكوارث وتتسلح دائما بالتقنية والبحث العلمي والتوعية والتدريب، وثمة شعوب بائسة تستسلم للكارثة وتنتظر المساعدات الخارجية، وثمة شعوب تتجمهر حول الكارثة وتتفرج عليها مثلنا نحن الذين نصنع كارثة على هامش الكارثة بسبب فضولنا الشديد ونصر على أن نتفرج على الضحايا ونعرف ماذا حدث لهم بالتفصيل ثم نعود إلى بيوتنا ونحن مصابون بالفوبيا !. ** صديق كان في نيويورك خلال إعصار ساندي.. بمجرد سماعه بخبر الإعصار تحركت فيه الجينات السعودية وخرج ليتفرج عليه، كان منظره وهو يخرج للتجمهر حول الإعصار غريبا جدا بالنسبة لجميع نزلاء الفندق، لحق به مدير الفندق يحذره من أن الإعصار يمكن أن يطير به مئات الأمتار ولكن «أبو الشباب» كان يريد التفرج على الإعصار، حين لاحظ مدير الفندق إصرار هذا اليعربي الصنديد على مواجهة الإعصار عاد إلى الداخل كي يجلب له مظلة أعطاها له ولسان حاله يقول: رافقتك السلامة يا أخا العرب، وما هي إلا دقيقة ونصف حتى دخل «أبو عرب» بهو الفندق وهو يركض بأقصى سرعة.. كان مصابا لحظتها بفوبيا الأعاصير !. ** الصديق نفسه «مدمر الإعصار» كان يحدثني عن الاستعدادات الخرافية التي شاركت بها فرق حكومية ومتطوعون ومحطات تلفزيونية وشركات ومؤسسات وجمعيات من كل شكل ولون، فرق إنقاذ لا تتأخر لحظة عن التواجد في قلب الحدث، ومواطنون لا يستهترون أبدا بأقل تعليمات السلامة، ووسائل إعلام تشرح التحذيرات بدقة وتحدد مواقع الخطر، وبناء على كل ذلك يقول صاحبنا إنه قبل عدة أسابيع أجريت في جدة تجربة لصافرات الإنذار المخصصة للتعامل مع الكوارث الطبيعية مثل كارثة السيول، وهو يشكر القائمين على ذلك ويقول إنها خطوة جيدة فقد وصلت جميع سكان جدة رسائل جوال بأنهم سيسمعون تجربة لصافرات الإنذار.. وكل هذا جميل وممتاز وحضاري جدا.. ولكن الذي يزعج صاحبنا «مدمر الإعصار» أنه وبقية الناس لا يعرفون ما الذي يتوجب عليهم فعله إذا سمعوا صوت هذه الصافرة في يوم من الأيام؟.. هل يصعدون مثلا السطوح ليتفرجوا على صفارات الإنذار؟!. ** سؤال في غير محله : متى نصاب بفوبيا الفساد؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة