رغم انتهاء مدة محكومية الشاب وليد منذ ما يقارب 3 سنوات، إلا أنه ما يزال سجينا في دار الملاحظة الاجتماعية، حيث أدين قبل سنوات في قضية حشيش وصدر حكم بسجنه 4 أشهر وانتهت محكوميته منذ 32 شهرا، لكنه ظل ينتظر تحديد هويته منذ تلك الفترة وظل حتى اليوم خلف القضبان. ووفق التفاصيل التي تابعتها «عكاظ» فإن الحدث ويزعم أن اسمه وليد خالد صالح المالكي بلغ سن ال 21 عاما، إلا أن عدم وجود ما يثبت شخصيته وهويته تسبب في بقائه هذه الفترة. ووفق المعلومات التي تابعتها «عكاظ» فإن الشاب وليد يدعي أنه سعودي وأنه تربى لدى أسرة خالد المالكي لكنه عاد وقال إن الأسرة أبلغته أنه عاش لديهم بالاحتضان وأنه ليس ابنها، ثم عاد وقال إنه لا يعرف أسرته وأنه مقطوع من شجرة، ويتمسك بأنه سعودي الجنسية لكنه لم يقدم أي إثبات أو دليل أو يأتي بأحد من أقاربه أو معارفه، ودلت التحقيقات أن الأدلة الجنائية حللت الحمض النووي للشاب وليد للتحقق من مزاعمه من أنه ينتسب للمدعو خالد المالكي وأكدت النتائج عدم توافق الحمض النووي وصحة ما ذكرته الأسرة التي أكدت أن وليد ليس ابنهم ولايعرفون هويته. ووفق المعلومات التي رصدتها «عكاظ» فإن الحدث وليد يتحدث مع الأحداث ممن معه في دار الملاحظة الاجتماعية من الجنسية البرماوية والبنغالية بلغتهم بشكل جيد، فيما يعتقد عدد من منسوبي الدار أن هيأته وشكله لا تدلان على أنه سعودي ويرجحون أنه من جنسية آسيوية، وقالوا إنه يتمتع بذكاء واضح وأن سلوكه في الدار جيد ولايوجد عليه مشاكل. ويطالب مختصون في دار الملاحظة الشاب وليد بالتعاون معهم ومع جهات الاختصاص في الكشف عن هويته الحقيقية، لإنهاء مسألة بقائه في سجن الأحداث، ويناشدونه بضرورة الإفصاح عن أصله أو هويته أو أسرته الحقيقية لكنه ظل متمسكا بأنه سعودي لا يعرف أسرته. وفي رسالة خطية للشاب وليد (تحتفظ «عكاظ» بها) قال فيها «أنا وليد.خ. م 21 عاما انتهت محكومتي منذ عامين وثمانية أشهر في قضية مخدرات، وإلى الآن لم أستطع الخروج حيث لا يوجد لدي إثبات شخصية، وقد أثبتت الأدلة الجنائية أن الأسرة التي انتسبت إليها ليست أسرتي، وأضاف وليد: أناشد المسؤولين بإيجاد حل لإثبات هويتي». وقال في رسالته: أطالب بخروجي وترحيلي إلى أي بلد آخر.. لا يهمني إلى أين.. أهم شيء أخرج من الدار، ليس لي أحد ولا أعرف أحدا، وختم رسالته بعبارة (لا زمان لا مكان، لا مراسيل لا وطن، وين الدفا وين الأمان.. أشكي معاناتي لمن). وفي حواره مع «عكاظ» قال الشاب وليد إنه وصل مرحلة اليأس كونه يقبع الآن في سجن الأحداث وتهمته أن ليس لديه ما يثبت هويته وهو لا يعرف أحدا. من جانبه قال مدير عام الشؤون الاجتماعية عبدالله آل طاوي ل «عكاظ» إن الوزارة خاطبت عدة جهات للنظر في حالة الشاب وليد، مؤكدا أنه تم الرفع بحالته إلى صاجب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة، وقال يجب على وليد التعاون مع الجهات المختصة لتحديد هويته وجنسيته الأصلية وما يثبت ذلك، في حين قال مدير دار الملاحظة الاجتماعية علي الشهراني إن وليد يجد معاملة حسنة وتسعى إدارة الدار إلى الوصول إلى حل لمشكلته حيث إن الدار تنتظر قرارا بخروجه بفارغ الصبر. الدكتور عمر الخولي المستشار القانوني لهيئة حقوق الإنسان قال تعتبر هذه الحالة من الحالات الغريبة والنادرة، وددت لو أن الجهة المختصة حسمت هذه المسألة خلال فترة عقوبته عندما تم القبض على الشاب وليد كان عمره آنذاك 17 عاما، وبالتالي هو يعرف ويدرك أصله وأهله وجذوره، والحل يكمن في تعاونه مع السلطات لإيجاد حل ومخرج إنساني مناسب لوضعه. وختم بقوله إن وجود المدعو وليد داخل دار الملاحظة الاجتماعية للأحداث يمثل تجاوزا لنظام الدار، حيث إن الأحداث المسموح ببقائهم في الدار دون الثامنة عشرة في حين بلغ الآن من عمره 21 عاما.