يمتنع أغلب السوريين عن الاحتفال بعيد الفطر هذا العام بسبب الأحداث الدامية التي تعيشها بلادهم، والتي انعكست سلبا على واقعهم الاجتماعي والاقتصادي، فيما فضل بعضهم الاحتفاء بالعيد على طريقته. وأحجمت (ربى) وهي مهندسة في ال38 من العمر عن قبول التهاني، وكتبت في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «أعتذر من الجميع عن إرسال أو استقبال المباركات بالعيد». وبالنسبة إلى سوريين آخرين فإن النقاش بينهم يدور حول نمط (الضيافة) الذي سيتبعونه عند قدوم المهنئين بالعيد، فمنهم من قال إنه لن يشتري الحلوى، بينما أشار آخرون إلى أنهم سيكتفون بتقديم الشوكولا المرة أو القهوة بدون سكر. ونظرا للأوضاع الأمنية السائدة في البلاد، اتفقت عدة عائلات على شراء أزهار الآس، التي اعتاد السوريون وضعها على قبور موتاهم بعد زيارتها وتنظيفها في الأعياد، وتكليف شخص واحد بالقيام بهذه المهمة هذا العيد، كي لا يثير تجمعهم في المقابر ريبة السلطات. ولا تخلو جلسات السوريين في العيد من النكات السوداء، وفي هذا سأل أحدهم «من أين علي أن أحصل على الفيزا لزيارة أهلي في إحدى المحافظات لتهنئتهم بالعيد»، بعد أن تقطعت أوصال البلد وانتشرت الحواجز على الطرقات. وحتى مصطلحات العيد وأمنياته تغيرت وتلونت بألوان المآسي التي تشهدها البلاد. ففي هذا العيد بات العديد من السوريين يستخدمون بالعيد عبارات تنم عن أملهم بعودة الهدوء والسكينة إلى بلدهم. اما المتهكمون منهم فيلجأون إلى عبارات ساخرة من مثل «ينعاد العيد عليكم بلا حواجز» و«إن شاء الله العيد القادم تنفجر بوشك (بوجهك) قنابل الرزق وتنزل على بيتك صواريخ الهنا والرحمة» و«يبعتلك سيارة مفخخة بالورد». والتندر لا يفارق أيضا الناشطين الذين باتوا يقضون معظم أوقاتهم على الإنترنت أو أمام شاشات التلفزيون لمتابعة ما تبثه المحطات الفضائية عما يجري في بلادهم. وفي هذا نشر أحدهم على صفحته على فيسبوك صورة تظهر فيها شاشة إحدى القنوات السورية وهي تبث شريطا عاجلا أسفل الشاشة تقول فيه «إن كل ما بثته القنوات المغرضة عن أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر لا أساس له من الصحة والجهات المختصة ما زالت تلاحق هلال شهر شوال».