تساؤلات عدة تطرح في الأذهان حيال ما يقوم به بعض الشبان مما قد يسمى مواجهات مع الجن، فهل يعقل أن يؤدي الفراغ إلى ذلك! أم أن هناك أسبابا أخرى ودوافع خفية خلف ما يقومون به! فنحن نؤمن بوجود الجن ولكن لا يعني ذلك أننا قد نراهم أو نحاول مواجهتهم، وقد أجزم أن من عانى من تلبس الجن أو ما شابه، لن يجرؤ على مثل هذه الأفعال لأنه وبموجب تجربته سيحمد الله أن عالمهم خفي وأننا لا نحتك بهم أبدا، وأن ما أصابه هو مجرد عارض سيشفى منه بالرقية الشرعية بإذن الله، وسيتعجب من هؤلاء الذين يذهبون للشر في عقر داره، وإنهم وإن كانوا يعتقدون بأنهم سيرمون على أرباب ذلك العالم كرة ملتهبة، فهم غير مدركين أنها قد ترد عليهم، ونحن نعلم أن الجن قد تؤذي من يؤذيها حتى وإن كان ذلك بغير قصد فكيف بهؤلاء القاصدين عن سبق إصرار وترصد!، والقصص التي تملأ الصحف والبيوت تكفي لأخذ العبرة، فكيف لم يعتبروا بذلك!، ألم يشاهدوا ازدحام الناس على بيوت المشايخ الرقاة ويحمدوا الله على الذي عافاهم مما ابتلى أولئك، بالتأكيد لا زالوا غير مدركين مقدار هذه النعمة، كما أني اعتقدت أن ما حدث في أحد المستشفيات قد تكون أفعالا لا تتعدى مهاترات شبان وفضول مراهقين لا أكثر، ولكن ما حدث مؤخرا في أحد البيوت المهجورة بالمنطقة الجنوبية جعلني أدرك حقا مدى اتساع الفوهة، ومدى تدهور الحراك الفكري لدى بعض شباب المجتمع هداهم الله، فقد أصبحنا في زمن اللا مستحيل ما دامت تلك العقول تنتج أفكارا متطرفة سواء كان ذلك على المستوى الديني أو الاجتماعي، فإلى أي منزلق سينجرف هؤلاء الشباب!، في ظل انتكاسات الشعوب وانفتاح الرأي مما جعلهم يخرجون عن المألوف والمستساغ، وكذلك عن الدين في أحيان عدة، فقد فسرت الحرية لديهم من قاموس الهوى لا العرف وحدود الدين، وبدل أن يكونوا قيمة مضافة لأنفسهم والمجتمع، أصبحوا عامل هدم له، مما جعلنا نجند كل طاقاتنا في محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه منهم، فالمشكلة الآن ليست في شباب يبحثون عن الجن، بقدر ما هي مشكلة عقول لا تستخدم بالشكل الصحيح، وجيل قد يتخبط في وحل أفكار خارجة، ومبادئ مهددة بالانقراض!. [email protected]