لم تمنع جولات المراقبين الدوليين النظام السوري من ارتكاب مجزرة في مدينة حماة، ما أدى إلى سقوط 50 قتيلا وعشرات المصابين من جراء إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة من قبل قوات النظام في حي الأربعين ومشاع الأربعين بوسط المدينة، بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية موضحة أن بعض ضحايا المجزرة ناشطون تم إعدامهم ميدانيا، ومشيرة الى أن حصيلة قتلى الأمس في عموم البلاد بلغت 80. وأظهر شريط فيديو نشر على موقع للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت أعمدة كثيفة للدخان الأسود تتصاعد من أنحاء الحي، بينما قال ناشطون إن قتلى ومصابين قد يكونوا محاصرين تحت ركام المباني المنهارة بفعل القصف الذي يأتي بعد يوم من زيارة المراقبين لمدينة حماة. وقد زار فريق المراقبين التابع للأمم المتحدة أمس ريف دمشق ومدينتي حمص وحلب. وبث ناشطون أشرطة فيديو عدة على الإنترنت لتظاهرة حاشدة للمحتجين لاقت أربعة مراقبين بدوا وهم يسيرون بصمت بين الناس في دوما في ريف دمشق بقبعاتهم الزرقاء. وأفاد الناشطون أن المراقبين قاموا بزيارة سريعة إلى الزبداني لم تتجاوز نصف الساعة. ورفضوا مرافقة الناشطين إلى مكان خبأ فيه النظام الدبابات خارج المدينة. وقال المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها أبو عمر إن «المراقبين ينسقون مع النظام. يقررون زيارة دوما التي كانت تتعرض أمس الأول لاقتحام وقصف، فيسحب النظام آلياته قبل وصولهم. يسيرون في الشارع العام، لا يشاهدون شيئا، ويرفضون مرافقة الناشطين إلى أي مكان فيه إطلاق نار أو منزل مدمر أو شهيد». وأضاف «نحن نعرف أين الدبابة وأين المدارس وأين الحاجز. مهمتهم فاشلة لأنهم لا ينسقون مع الناس على الأرض». وأشار الناشط أبو خالد من الزبداني إلى أنهم أرادوا اصطحاب المراقبين على بعد أقل من كيلومتر على طرف المدينة لرؤية الدبابات التي كانت تقصف المدينة، لكنهم رفضوا متحججين بارتباطات أخرى. بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن زيارة المراقبين لمدينة الباب في ريف حلب، تزامنت مع حملة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات النظام في المدينة. وقال لين باسكو الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية أمام مجلس الأمن الدولي خلال مناقشة مفتوحة عن الشرق الأوسط أمس إن القتال في سوريا لا يزال مستمرا رغم إعلان الحكومة أنها ستلتزم بوقف إطلاق النار. وأضاف من الضروري أن تنفذ حكومة سورية بصورة تامة وفورية التزاماتها بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة وسحب القوات العسكرية من المراكز السكانية. من ناحيته، قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عقب اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو في القاهرة أمس «لولا الدعم الإيراني والغطاء السياسي الروسي لما تجرأ نظام بشار الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ» مضيفا أن «الإيرانيين يعتقدون أن المعركة في دمشق هي معركتهم قبل أن تكون معركة الأسد». وفي إطار تصعيد الضغوط الدولية على النظام السوري قرر الاتحاد الأوروبي حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سوريا، في إجراء رمزي يستهدف نمط حياة الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء. كما قرر وزراء الخارجية الأوروبيون خلال اجتماع في لوكسمبورغ فرض قيود إضافية على صادرات المواد التي يمكن أن تستخدم لقمع المعارضين للنظام. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وافق على فرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وإيران بالوسائل التكنولوجية التي تسهل انتهاكات حقوق الإنسان.