كل عام يقام فيه معرض الكتاب بالرياض الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، تتكرر المشاهد نفسها، والمشكلات نفسها، والسبب أننا لا نحسم الأمور ولا نحلها نهائيا، ربما لأن هناك مصطلحات يتم استخدامها بقصد أو دون قصد، مما يجعل المجتمع ينقسم في رأيه حول هذا الأمر. وصورة هذا الانقسام تتمثل في ذاك المصطلح «محتسبون» مما ساعد مثيري التشويش، أن يعودوا كل عام لإفساد الأمور، فهم سيجدون معاملة خاصة وليس معاملة من خالف الأنظمة. كما حدث حين خربوا في «الجنادرية» ، فالصور المنشورة بالصحف كانت تظهر حسن التعامل معهم وتقديم القهوة لهم، وتهدئتهم، فيعودون بعد عام ليخربوا من جديد، فتضطر بعض الأسر إلى عدم الذهاب لأن الأمر لم يحسم، لهذا لا يعرفون ما الذي سيحدث في العام القادم، وهل سيتطور التشويش من عنف لفظي إلى عنف جسدي؟. تخيلوا لو أن بعض الشباب قرروا بتحريض أو بدون تحريض أن يغيروا نظام السير، لإيمانهم بأن نظام السير في بريطانيا هو الحق، وأن على الجميع تنفيذ أفكارهم بالقوة، وقادوا سيارتهم باتجاه معاكس للطريق، هل سيتم مناصحتهم، والأهم هل سنطلق عليهم مصطلح «محتسبون» ليحصلوا على بغيتهم؟. إن إطلاق مصطلح «محتسبون» على مثيري التشويش هو اتهام للمجتمع ولمؤسساته، فإن كانوا «محتسبين» ، فهل يعني هذا أن المجتمع ومؤسساته ضالون؟. ثم من هو المسؤول عن التنظيم وإجازة الكتب.. مؤسسات الدولة، أم أي فرد لا يروق له الأمر ؟. خلاصة القول: ما لم يتم تجريد هؤلاء من صفة «محتسب» ، والتعامل معهم كما يتعامل النظام مع كل من يخالف القوانين ويعتبره «مثيرا للتشويش» ، فإننا سنعيش كل عام هذا التوتر والتشرذم، لأن المشوشين يحصلون كل عام على حصانة تحت مسمى «محتسبون» . للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]