الأمير مشاري بن سعود * أن تأكيد أهداف وغايات منهج الاعتدال يأتي ترسيخا للمنهج الذي تسير عليه القيادة الرشيدة فالتعصب والتشدد والانغلاق هي صفات يمقتها الدين الحنيف الذي هو دين المحبة والسلام والتسامح والتعايش. والأمير خالد الفيصل يتميز برؤية واسعة ودراية شاملة بكثير من القضايا الفكرية والثقافية. ولعل اختيار الجامعة موضوع منهج الاعتدال السعودي كعنوان لمحاضرة سموه إنما خطوة موفقة لما يعنيه هذا الموضوع من أهمية واستجابة لواقع الحاضر الذي أشد ما يحتاج إليه المسلمون هو الاعتدال خاصة، وأن هذا الموضوع قد دعي إليه سمو الأمير خالد الفيصل قبل فترة ليست بطويلة من خلال محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز تركت أثرا إيجابيا لدى المتلقين، وقد تفضل سموه حينها بإعلانه عن تبني كرسي علمي لتأصيل منهج الاعتدال السعودي تشرف عليه جامعة الملك عبدالعزيز، وذلك من أجل نشر ثقافة الاعتدال بين أطياف المجتمع السعودي ونشر قيم التسامح وتعزيز روح المواطنة، وهذه من القيم التي دعا إليها ديننا الحنيف وشدد عليها سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه، وأعتقد يقينا بأن محاضرة سمو الأمير خالد الفيصل ستكون ترسيخا وتأكيدا لكثير من مبادئ الاعتدال. ومؤسسة الفكر العربي تمثل إحدى طموحات ومبادرات الأمير خالد الفيصل حيث أوجدت موروثا فكريا وثقافيا كبيرا يجمع الهوية العربية في إطار من المحبة والتآخي والاعتزاز بالثقافة العربية وأصبحت بفضل الله ثم رعاية سموه لهذه المؤسسة الفكرية واحدة من المعالم الثقافية في وطننا العربي الكبير. وأهنئ الجامعة الإسلامية على حسن اختيار موضوع المحاضرة لما له من أهمية بالغة باعتبار أنه يمثل الأساس الذي انطلقت منه القيادة الرشيدة والذي قامت عليه هذه الدولة ودعت إليه شريعتنا السمحاء بل إن ديننا الحنيف تبرأ من التطرف والغلو لأنه السبيل نحو المفسدة ولذلك الاعتدال هو الضمان إلى حياة مطمئنة، وقد اتخذت القيادة السعودية منهج الاعتدال في كافة شؤونها من فجر الدولة السعودية الأولى وسار عليه المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله بالاحتكام إلى وسطية المنهج وسياسة الاعتدال أمام كل التحديات والظروف امتثالا لقول الحكيم سبحانه (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا). * أمير منطقة الباحة